أو منصوب بالعطف على ﴿آبَاءَكُمْ﴾
ـــــــــــــــــــــــــــــ
نص عليه الرضي (١)، فكيف يعمل اسم المضاف بتقدير حرف الجر." (٢) أهـ
(أو منصوب إلخ) هذا الوجه ذكره (ك) بعد الذي قبله مقتصرا عليهما قال:
" أو في موضع نصب [عطف] (٣) على ﴿آبَاءَكُمْ﴾. " (٤) إلخ ما هنا.
كتب (السعد):
" (على أن ذكرا من فعل المذكور) يعني:
أن الأفعال المتعدية إضافات بين الفاعل والمفعول، فالذكر مثلا من حيث الإضافة إلى [الفاعل] (٥) ذاكرية، ومن حيث الإضافة إلى المفعول مذكورية.
وتحقيقه: أن المصدر عبارة عن (أن) مع الفعل، والفعل قد يؤخذ مبنيا للفاعل، أي: [أن ذَكَر] (٦) أو يَذْكُر، وقد يؤخذ مبنيا للمفعول، أي: أن ذُكِرَ أو يُذْكَر.
والمعنى على الأول: كذكر قوم أشد ذاكرية لآبائهم، وعلى الثاني: كذكركم قوما أشد مذكورية لكم. فليتأمل (٧).
_________
(١) ينظر: شرح الكافية للرضي (٤/ ٣٠٢) [تحقيق: د. يوسف حسن عمر، منشورات جامعة قاريونس، بنغازي، ط: الثانية، ١٩٩٦]. والرضي: هو محمد بن الحسن الرضي الاستراباذي، نجم الدين، المتوفى: ٦٨٦ هـ، عالم بالعربية من أهل أسترباذ (من أعمال طبرستان)، اشتهر بكتابيه: (الوافية في شرح الكافية لابن الحاجب) في النحو، (شرح مقدمة ابن الحاجب) في الصرف المسماة بالشافية. ولم يُؤَلَّف على الكافية شرح مثل شرحه جمعا وتحقيقا وحسن تعليل، وله فيه أبحاث كثيرة مع النحاة، ولُقِّبَ: نجم الأئمة.
ينظر: بغية الوعاة (١/ ٥٦٧).
(٢) مخطوط حاشية السيالكوتي على البيضاوي لوحة (٣٣٣ / أ، ب).
(٣) سقط من ب.
(٤) تفسير الكشاف (١/ ٢٤٨).
(٥) في ب: الفاعلية. والمثبت أعلى هو الصحيح.
(٦) في ب: اذكر. والمثبت أعلى هو الصحيح.
(٧) الحاصل: أن قوله تعالى: ﴿كَذِكْرِكُمْ آبَاءَكُمْ﴾ فيه مصدر يعمل عمل الفعل - الذي هو " ذكر" -، هذا المصدر مضاف إلى فاعله - الذي هو ضمير جمع المخاطب -، وينصب مفعوله - الذي هو " آباءكم "-، والذي يراه الإمام الزمخشري في إعراب قوله تعالى: ﴿أَوْ أَشَدَّ ذِكْرًا﴾ وجهان: الأول: العطف على ضمير الفاعل، والثاني: العطف على المفعول، فعلى الأول: يكون " ذكرا" في قوله: ﴿أَوْ أَشَدَّ ذِكْرًا﴾ مصدر مصوغ من الفعل المبني للفاعل، ومعناه: كذكر قوم أشد ذاكرية لآبائهم منكم، وعلى الثاني: يكون مصوغ من الفعل المبني للمفعول، ومعناه: كذكركم قوما أشد مذكورية من آبائكم.


الصفحة التالية
Icon