..................................
ـــــــــــــــــــــــــــــ
وقد ذَكَر (١) في ﴿شَرٌّ مَّكَانًا وَأَضَلُّ سَبِيلًا﴾ (٢) أنه من الإسناد المجازي (٣)؛ لأن التمييز فاعل معنى.
وفي تفسير الكواشي (٤) هنا ما ليس للناظر فيه إلا التعجب والسكوت. (٥) " (٦) أهـ
وفي (ع):
" (وذكرا من فعل): بمعنى المفعول، أي: من المبنى للمفعول، بناء على أن المفضل عليه ﴿آبَاءَكُمْ﴾.
" ومعنى كون المصدر من الفعل المبني للفاعل أو المفعول: أن الواضع وضع المصدر للحدث مطلقا من غير نظر إلى ما يحتاج إليه في وجوده، ووضع الفعل للحدث المنسوب إلى محله أو ما يقوم مقامه." (٧) نص عليه الرضي في بحث المصدر.
فالمصدر وإن كان أصلا للفعل من حيث الصيغة، لكنه من حيث النسبة إلى المحل أو ما يقوم مقامه فرع له؛ ولذا يعمل لأجل المشابهة به، ففي كونه مبنيا للفاعل أو المفعول مأخوذ منه.
وإنما لم يقل من المبني للمفعول مع كونه أشهر؛ للدلالة على أنه مأخوذ من فعل مسند إلى المفعول به. " (٨)
_________
(١) أي الزمخشري في تفسيره الكشاف.
(٢) سورة: الفرقان، الآية: ٣٤.
(٣) ينظر: تفسير الكشاف (٣/ ٢٧٩).
(٤) الكواشي: هو أحمد بن يوسف بن الحسن بن رافع الشيباني الموصلي، موفق الدين أبو العباس الكواشي، المتوفى: ٦٨٠ هـ، عالم بالتفسير من فقهاء الشافعية، من أهل الموصل، ونسبته إلى كواشة وهي قلعة بالموصل، كان يزوره الملك ومن دونه فلا يعبأ بهم ولا يقوم لهم، من كتبه: (تبصرة المتذكر) في تفسير القرآن، (كشف الحقائق) ويعرف بتفسير الكواشي، (تلخيص في تفسير القرآن العزيز). ينظر: معرفة القراء الكبار (١/ ٣٦٨)، الوافي بالوفيات (٨/ ١٩٠)، طبقات المفسرين للداودي (١/ ١٠٠).
(٥) ينظر: مخطوط (تبصرة المتذكر وتذكرة المتبصر)، للكواشي الجزء: ١، لوحة: ٥٣، مخطوط بدار الكتب المصرية - برقم ٧٣ - تفسير، محفوظ على ميكروفيلم برقم: ٢٢١٦١.
(٦) مخطوط حاشية سعد الدين التفتازاني على الكشاف لوحة (١٣٢ / أ، ب).
(٧) ينظر: شرح الكافية للرضي (٣/ ٤٠٢ - ٤٠٣) بتصرف.
(٨) مخطوط حاشية السيالكوتي على البيضاوي لوحة (٣٣٣ / ب - ٣٣٤ / أ).