..................................
ـــــــــــــــــــــــــــــ
ويقبل أعداء الله مع الشياطين مُقَرَّنين (١)." (٢)
وأخرج ابن جرير عن سعيد الصواف (٣)، قال: " بلغني أن يوم القيامة يَقْصُر على المؤمنين حتى يكون كما بين العصر إلى غروب الشمس." (٤) " (٥) سيوطي
وفي (ك):
" ﴿وَاللَّهُ سَرِيعُ الْحِسَابِ﴾ يوشك أن يقيم القيامة، ويحاسب العباد، فبادروا إلى إكثار الذكر، وطلب الآخرة.
أو وَصَفَ نفسَه بسرعة حساب الخلائق على كثرة عددهم، وكثرة أعمالهم؛ ليدل على كمال قدرته، ووجوب الحذر منه.
_________
(١) مُقَرَّنِين: من قَرَّنَ إِلَى الشيءِ تَقْرِيناً: شَدَّه إِلَيْهِ؛ وَقُرِّنَتِ الْأَسَارَى فِي الْحِبَالِ، وَمِنْه قوْلُه تَعَالَى: ﴿مُّقَرَّنِينَ فِي الْأَصْفَادِ (٤٩)﴾ [إبراهيم: ٤٩] شُدِّدَ للكَثْرَةِ. والقَرِينُ: الأَسيرُ. والقِرانُ، بالكسْرِ: الحَبْلُ الَّذِي يُشَدُّ بِهِ الأَسيرُ. ينظر: مختار الصحاح - مادة قرن (١/ ١٤٦)، تاج العروس - مادة قرن (١٢/ ١٤).
(٢) أخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره لسورة الفرقان، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، فِي قَوْلِ اللَّهِ: ﴿أَصْحَابُ الْجَنَّةِ يَوْمَئِذٍ خَيْرٌ مُّسْتَقَرًّا وَأَحْسَنُ مَقِيلًا﴾ [الفرقان: ٢٤] قَالَ: " إِنَّمَا هِيَ ضَحْوَةٌ فَيَقِيلُ أَوْلِيَاءُ اللَّهِ عَلَى الْأَسِرَّةِ مَعَ الْحُورِ الْعَيْنِ، وَيَقِيلُ أَعْدَاءُ اللَّهِ مَعَ الشَّيَاطِينِ الْمُقَرَّنِينَ ". (٨/ ٢٦٨٠)، رقم: ١٥٠٨٠، رواه بلفظ " يَقِيلُ" بالياء من الْقَيْلُولَةِ: وَهِيَ النَّوْمُ فِي الظَّهِيرَةِ، بدلا من لفظ " يُقبِل " بالباء، من أَقْبَلَ: ضِدُّ أَدْبَرَ. ورجال الحديث ثقة إلا "رواد بن الجراح" قال عنه ابن حجر: صدوق اختلط بآخره فترك. ينظر: تهذيب التهذيب (٣/ ٢٨٨).
(٣) سَعِيد الصَّوَّاف: هو سَعِيدٌ بن الصَّوَّاف أو الصَّرَّافُ، حجازي. رَوَى عَن: إِسْحَاق بن سعد بن عبادة الأَنْصارِيّ، وعطاء بْن أَبي رباح. ورَوَى عَنه: عَبْد الرَّحْمَنِ بْن أَبي شميلة، ويحيى بْن عَبد اللَّهِ بْن عَبْد الرَّحْمَنِ بْن أَبي عَمْرة الأَنْصارِيّ. ذكره ابنُ حِبَّان فِي كتاب "الثقات"، وروى له أبو داود في " فضائل الأنصار" حديثا واحدا. ينظر: التاريخ الكبير (٣/ ٤٨٤) [لمحمد بن إسماعيل البخاري، ت: ٢٥٦ هـ، دائرة المعارف العثمانية، حيدر آباد]، تهذيب الكمال (١١/ ١٢٧).
(٤) أخرجه ابن جرير في تفسيره (١٩/ ٢٥٩)، قال: حَدَّثَنِي يُونُسُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَمْرُو ابْنُ الْحَارِثِ، أَنَّ سَعِيدًا الصَّوَّافَ حَدَّثَهُ أَنَّهُ بَلَغَهُ: " أَنَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَقْضِي... إلخ "، رواه بلفظ " يقضي " بدلا من "يقصر"، وذكر له تتمة هي: " وَأَنَّهُمْ يَقِيلُونَ فِي رِيَاضِ الْجَنَّةِ حَتَّى يَفْرُغَ مِنَ النَّاسِ، فَذَلِكَ قَوْلُ اللَّهِ: ﴿أَصْحَابُ الْجَنَّةِ يَوْمَئِذٍ خَيْرٌ مُّسْتَقَرًّا وَأَحْسَنُ مَقِيلًا﴾." [الفرقان: ٢٤].
(٥) حاشية السيوطي على البيضاوي (٢/ ٤٠١).