..................................
ـــــــــــــــــــــــــــــ
وإظهار الإيمان. (١) " (٢) أهـ
كتب (ع):
" (أي: ما يقوله في أمور الدنيا إلخ): فالمراد من الحياة: ما به الحياة والتعيش.
وعلى الثاني: على معناها. وجعله ظرفا للقول: من قبيل ظرفية قولهم في عنوان المباحث: "الفصل الأول في كذا"، و"الكلام في كذا". ولا حذف في شاء من التقديرين على ما وهم.
وتكون الظرفية حينئذ تقديرية، " كما في حديث: (فِي النَّفْسِ الْمُؤْمِنَةِ مائَة من الإبل) (٣) أي: قتلها.
_________
(١) يرى المفسرون أن قوله تعالى: ﴿فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا﴾ إما متعلق بقوله تعالى: ﴿قَوْلُهُ﴾، أو متعلق بقوله تعالى: ﴿يُعْجِبُكَ﴾، وعلى الأول له تفسيران عند القاضي البيضاوي:
الأول: يعجبك قوله ورأيه في أمور الدنيا وأسباب المعاش - سواء كانت عائدة إليه أم لا- فالمراد من الْحَياةِ ما به الحياة والتعيش.
والثاني: يعجبك مقالته في معنى الدنيا؛ لأن ادعاءه المحبة والتبعية بالباطل يطلب به حظا من حظوظ الدنيا، ولا يريد به الآخرة، إذ لا تراد الآخرة إلا بالإيمان الحقيقي، والمحبة الصادقة، فالحياة الدنيا على معناها. وقد اقتصر الإمام الزمخشري على التفسير الثاني فقط باعتبار التعلق الأول.
وعلى التفسير الثاني تكون ﴿فِي﴾ للسببية، أي: قوله هذا بسبب حبه للدنيا.
ينظر: تفسير الكشاف (١/ ٢٥١)، تفسير البيضاوي (١/ ١٣٣)، تفسير البحر المحيط (٢/ ٣٢٦)، تفسير روح المعاني (١/ ٤٩٠).
(٢) تفسير البيضاوي (١/ ١٣٣).
(٣) هذا جزء من حديث أخرجه المروزي في كتابه "السنن" (١/ ٦٦)، رقم: ٢٣٦، بلفظ: عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ كَتَبَ هَذَا الْكِتَابَ لِعَمْرِو بْنِ حَزْمٍ حِينَ بَعَثَهُ إِلَى الْيَمَنِ كَتَبَ فِي ذَلِكَ الْكِتَابِ: فِي النَّفْسِ الْمُؤْمِنَةِ.... إلخ ". [تحقيق: سالم أحمد السلفي، مؤسسة الكتب الثقافية - بيروت، ط: الأولى، ١٤٠٨ هـ]
وأخرجه الإمام النسائي في سننه (٨/ ٥٧) كِتَاب الْقَسَامَةِ، باب ذِكْرُ حَدِيثِ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ فِي الْعُقُولِ، وَاخْتِلَافُ النَّاقِلِينَ لَهُ، رقم: ٤٨٥٣، [تحقيق: عبد الفتاح أبو غدة، مكتب المطبوعات الإسلامية - حلب، ط: الثانية، ١٤٠٦ - ١٩٨٦]، وأخرجه ابن حبان في صحيحه (١٤/ ٥٠١)، كِتَاب التَّارِيخِ، باب ذِكْرُ كِتْبَةِ الْمُصْطَفَى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كِتَابَهُ إِلَى أَهْلِ الْيَمَنِ، رقم: ٦٥٥٩، وأخرجه البيهقي في سننه الكبرى (٨/ ١٢٨)، كِتَاب الدِّيَاتِ، بَاب دِيَةِ النَّفْسِ، رقم: ١٦١٤٧، وأخرجه الإمام الحاكم في مستدركه (١/ ٥٥٢)، كِتَاب الزَّكَاةِ، رقم: ١٤٤٧، وقال عنه: هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ.
كلهم من طريق عمرو بن حزم، وبلفظ: " الدِّيَةَ " بدلا من " المؤمنة ".
وقد ذكره بدر الدين العيني في كتابه " عمدة القاري شرح صحيح البخاري " (١٢/ ٢٠٧)، وقال عنه: " وَقد تَجِيء (فِي) للسَّبَبِيَّة كما فِي قَوْله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: "فِي النَّفس المؤمنة مائَة إبل"، أَي: بِسَبَب قتل النَّفس المؤمنة، وَمَعَ هَذَا الْمُتَعَلّق مَحْذُوف، أَي: بِسَبَب قتل النَّفس المؤمنة الْوَاجِب مائَة إبل." [دار إحياء التراث العربي - بيروت].