..................................
ـــــــــــــــــــــــــــــ
فالسبب الذي هو القتل متضمن للدية (١) تضمن الظرف للمظروف. وهذه هي التي يقال لها: أنها للسببية." كذا في الرضي (٢).
فما قيل: " إن الأوجَه (٣) أن تجعل (في) بمعنى (اللام)." (٤) ليس أمرا زائدا على ما في الكتاب. " (٥) أهـ
وفي (ش):
" (في أمور الدنيا) أي: تكلمه في الأمور المتعلقة بالدنيا سواء كانت عائدة إليه أو لا.
(وفي معنى الدنيا) أي: ما يُقصد منها، كما يصرح به (ك): " أي: يعجبك ما يقوله في معنى الدنيا؛ لأن ادعاءه المحبة بالباطل يطلب به حظا من حظوظ الدنيا." (٦)
_________
(١) الدية: المال الواجب في إتلاف نفوس الادميين. ينظر: معجم لغة الفقهاء - حرف الدال (١/ ٢١٢).
(٢) شرح الرضي على الكافية (٤/ ٢٧٨).
وقد قال الرضي في نفس الموضع شارحا لقول ابن الحاجب: (في للظرفية): " إما تحقيقا، نحو: زيد في الدار، أو تقديرا، نحو: نظر في الكتاب، وتفكر في العلم، وأنا في حاجتك، لكون الكتاب والعلم والحاجة شاغلة للنظر والفكر والمتكلم، مشتملة عليها اشتمال الظرف على المظروف، فكأنها محيطة بها من جوانبها." ثم ذكر الحديث إلخ.
(٣) الأَوْجَه: اسم تفضيل من وَجَهَ وَجْهًا، والوَجْهُ في الأصل: الجارحة، ويقال مجازا: الوَجْه من الكَلامِ: السَّبيلُ المَقْصودُ، وهذا أَوْجَه الأقوال: أكثرها إصابة. ينظر: القاموس المحيط - باب الهاء (١/ ١٢٥٥)، معجم اللغة العربية - مادة وجه (٣/ ٢٤٠٧).
(٤) لـ "في" عدة معان: أحدها: "الظرفية حقيقة مكانية أو زمانية" وهي الأصل فيها، فالأولى نحو: ﴿فِي أَدْنَى الْأَرْضِ﴾ [الروم: ٣]، والثانية نحو: ﴿فِي بِضْعِ سِنِينَ﴾ [الروم: ٤] والظرفية الحقيقة هي التي يكون الظرف والمظروف فيها من الذوات. فـ"أدنى"، و"بضع" اكتسبا الظرفية من المضاف إليهما، فإن "أدنى" اسم تفضيل من الدنو، و"بضع" اسم لما بين الثلاث إلى التسع.
"أو مجازية" إما بكون الظرف والمظروف معنيين نحو: ﴿وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ﴾ [البقرة: ١٧٩] أو الظرف معنى، والمظروف ذاتا نحو: "أصحاب الجنة في رحمة الله"، أو بالعكس "نحو: ﴿لَّقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ﴾ [الأحزاب: ٢١].
والثاني: "للسببية " وتسمى التعليلة أيضًا. نحو: ﴿لَمَسَّكُمْ فِي مَا أَفَضْتُمْ فِيهِ﴾ [النور: ١٤] أي: لمسكم عذاب عظيم بسبب ما أفضتم، أي: خضتم فيه. ينظر: أوضح المسالك (٣/ ٤٣)، شرح الأشموني (٢/ ٨٤)، شرح التصريح على التوضيح (١/ ٦٤٩).
(٥) مخطوط حاشية السيالكوتي على البيضاوي لوحة (٣٣٦ / ب).
(٦) تفسير الكشاف (١/ ٢٥١).


الصفحة التالية
Icon