..................................
ـــــــــــــــــــــــــــــ
قال السيوطي: " (نزلت في الأخنس بن [شريق] (١)): أخرجه ابن جرير عن السدي." (٢) أهـ
وفي (ش): " أخنس: بخاء معجمة، ونون وسين مهملة. و [شُرَيق] (٣): فُعَيل من [شرق] (٤)، وقيل: إن هذا القول مردود؛ لأن الأخنس أسلم وحسن إسلامه، كما رواه ابن الجوزي (٥) وغيره (٦).
واحتمال إسلامه بعد النزول يدفعه: ﴿فَحَسْبُهُ جَهَنَّمُ﴾، ويدفعه أنه كما قال الجلال: " رواه ابن جرير عن السدي." (٧) ومثله لا يقال: من قبل الرأي، حتى يُرَد، مع أنه (٨) أشار بقوله: (قيل) إلى ما ذكر. (٩)
وخصوص السبب لا يقتضي تخصيص الحكم والوعيد به، وهو ظاهر. (١٠)
_________
(١) في ب: شريف. والمثبت أعلى هو الصحيح.
(٢) حاشية السيوطي على البيضاوي (٢/ ٤٠١).
(٣) في ب: شريف. والمثبت أعلى هو الصحيح.
(٤) في ب: شرف. والمثبت أعلى هو الصحيح.
(٥) ابن الجوزي: هو عبد الرحمن بن علي بن محمد الجوزي القرشي البغدادي، أبو الفرج، المتوفي: ٥٩٧ هـ، شيخ الإسلام، المفسِّر، المحدث، المؤرخ. مولده ووفاته ببغداد، كتب بخطه كثيرًا من كتبه إلى أن مات. كان ذا صيت بعيد في الوعظ، يحضر مجالسه الملوك، والوزراء والأئمة والكبراء، وقيل: إنه حضر في بعض مجالسه مائة ألف. وقال: «كتبت بأصبعي ألفي مجلد، وتاب على يدي مائة ألف، وأسلم على يدي عشرون ألفًا». ومن تصانيفه المهمة: (زاد المسير في التفسير)، (جامع المسانيد)، (المغني في علوم القرآن)، (وتذكرة الأريب في اللغة)، (الموضوعات)، (الواهيات)، (الضعفاء)، (المنتظم في التاريخ)، (الناسخ والمنسوخ)، (غريب الحديث)، (الوفا في فضائل المصطفى) وغير ذلك. ينظر: وفيات الأعيان (٣/ ١٤٠)، الوافي بالوفيات (١٨/ ١٠٩).
(٦) ذكر إسلامه ابن الجوزي في "المنتظم" (٤/ ١٥٢) فقال: " أسلم يوم فتح مكة، وشهد مع رسول الله صَلَّى اللَّهُ عليه وآله وَسَلَّمَ حنينا، فأعطاه مع المؤلفة قلوبهم"، وذكر ابن الأثير في "أسد الغابة" (١/ ١٦٦) إعطاء الرسول - ﷺ - له مع المؤلفة قلوبهم، وترجم له ابن حجر في "الإصابة في تمييز الصحابة " (١/ ١٩٢) وقد أثبت أنه أسلم وكان من المؤلَّفة قلوبهم وشهد حنينًا، وقال ابن عطية في تفسيره (١/ ٢٧٩): "ما ثبت قط أن الأخنس أسلم."، وقد ذكر ابن حجر قول ابن عطية ثم قال: "ولا مانع أن يسلم ثم يرتدّ ثم يرجع إلى الإسلام. واللَّه أعلم."
(٧) حاشية السيوطي على البيضاوي (٢/ ٤٠٢).
(٨) أي: القاضي البيضاوي في تفسيره.
(٩) كلمة " قيل " تدل على تضعيف الرأي وأنه ليس قوي، وقد قالها القاضي البيضاوي عند ذكره لسبب نزول الآية فقال: " قيل: نزلت في الأخنس بن شريق الثقفي." ينظر: تفسير البيضاوي (١/ ١٣٣).
(١٠) قال الإمام السيوطي في الإتقان (١/ ١١٠): " اخْتَلَفَ أَهْلُ الْأُصُولِ: هَلْ الْعِبْرَةُ بِعُمُومِ اللَّفْظِ أَوْ بِخُصُوصِ السَّبَبِ؟ وَالْأَصَحُّ عِنْدَنَا: الْأَوَّلُ وَقَدْ نَزَلَتْ آيَاتٌ فِي أَسْبَابٍ وَاتَّفَقُوا عَلَى تَعْدِيَتِهَا إِلَى غَيْرِ أَسْبَابِهَا."... وينظر: النَّوْع الْأَوَّل: مَعْرِفَةُ أَسْبَابِ النُّزُولِ، في البرهان في علوم القرآن (١/ ٣٢)، الموسوعة القرآنية (١/ ٥٢).