كما فعله الأخنسُ بثقيفٍ
ـــــــــــــــــــــــــــــ
فإن لفظ الأرض يتناول جميع أجزائها، وعموم الظرف يستلزم عموم المظروف، [فكأنه] (١) قيل: في أي مكان حل (٢) من الأرض أفسد. (٣) " (٤)
(كما فعله الأخنس إلخ): " في الكبير (٥): " أنه لما انصرف ببني زهرة (٦) كان بينه وبين ثقيف خصومة، فبيتهم ليلا، وأهلك مواشيهم وأحرق زروعهم " (٧). وهذا ناظر إلى تفسير التولي بالانصراف. (أو كما يفعله ولاة إلخ): ناظر إلى تفسير التولي بصيرورته واليا." (٨) (ع)
_________
(١) في ب: كأنه. والمثبت أعلى هو المناسب للسياق.
(٢) حَلَّ: بالمكان حُلُولًا أَيْ: نَزَلَ، وأصله من حلّ الأحمال عند النزول، ثم جرّد استعماله للنزول، قال عزّ وجلّ: ﴿أَوْ تَحُلُّ قَرِيبًا مِّن دَارِهِمْ﴾ [الرعد: ٣١]: أَيْ تَنْزِلُ. ينظر المفردات - مادة حَلَّ (١/ ٢٥١)، مختار الصحاح - مادة حلل (١/ ٧٩).
(٣) ينظر: البحر المحيط (٢/ ٣٢٩)، الدر المصون (٢/ ٣٥٢)
(٤) مخطوط حاشية السيالكوتي على البيضاوي لوحة (٣٣٧ / أ).
(٥) يقصد كتاب: التفسير الكبير، المسمى: مفاتيح الغيب، لأبي عبد الله محمد بن عمر التيمي الرازي الملقب بفخر الدين الرازي، المتوفى: ٦٠٦ هـ.
(٦) بنو زهرة: بطن من بني مرّة بن كلاب، من قريش، من العدنانية، وهم بنو زهرة بن كلاب بن مرة، منهم آمنة بنت وهب أم رسول الله - ﷺ -، ومنهم سعد بن أبي وقاص أحد العشرة المقطوع لهم بالجنة من الصحابة، وعبد الرحمن بن عوف أحد العشرة أيضاً، كانت منهم جماعة ببلاد الأشمونين، وما حولها من صعيد مصر. ينظر: جمهرة أنساب العرب (١/ ١٢٨) [لابن حزم الأندلسي الظاهري ت: ٤٥٦ هـ، دار الكتب العلمية - بيروت، ط: الأولى: ١٤٠٣/ ١٩٨٣]، قلائد الجمان في التعريف بقبائل عرب الزمان (١/ ١٤٥) [لأحمد بن علي القلقشندي ت: ٨٢١ هـ، تحقيق: إبراهيم الإبياري، دار الكتاب المصري، ط: الثانية، ١٤٠٢ هـ - ١٩٨٢ م]، نهاية الأرب (١/ ٢٧٥).
(٧) التفسير الكبير المسمى: " مفاتيح الغيب " (٥/ ٣٤٦). وذكره الواحدي في الوسيط (١/ ٣١٠)، والبغوي في " معالم التنزيل " (١/ ٢٦٣)، والنيسابوري في "غرائب القرآن " (١/ ٥٧٦).
(٨) مخطوط حاشية السيالكوتي على البيضاوي لوحة (٣٣٧ / أ).
وقد ذكر المفسرون أربعة أقوال في المراد بقوله تعالى: ﴿تَوَلَّى﴾ في هذه الآية:
الأول: أَدْبَرَ وَأَعْرَضَ عَنْكَ منصرفا بالبدن، قاله مقاتل وابن قتيبة.
الثاني: مَلَكَ الْأَمْرَ وَصَارَ وَالِيًا. قَالَه مجاهد والضَّحَّاكُ.
الثالث: تولى بمعنى غضب، روي عن ابن عباس وابن جريج.
الرابع: أنه الانصراف عن القول الذي قاله. قاله الحسن.
ينظر: تفسير الطبري (٤/ ٢٣٧)، تفسير ابن أبي حاتم (٢/ ٣٦٦)، النكت والعيون (١/ ٢٦٦)، زاد المسير (١/ ١٧١)، البحر المحيط (٢/ ٣٢٨).
وقد رجح الإمام الرازي القول الأول قائلا: " وَالْقَوْلُ الْأَوَّلُ أَقْرَبُ إِلَى نَظْمِ الْآيَةِ، لِأَنَّ الْمَقْصُودَ بَيَانُ نِفَاقِهِ، وَهُوَ أَنَّهُ عِنْدَ الْحُضُورِ يَقُولُ الْكَلَامَ الْحَسَنَ وَيُظْهِرُ الْمَحَبَّةَ، وَعِنْدَ الْغَيْبَةِ يَسْعَى فِي إِيقَاعِ الْفِتْنَةِ وَالْفَسَادِ." مفاتيح الغيب (٥/ ٣٤٧).=