- وفاته:
وَلم يزل فِي عزة إِلَى أَن مات - رَحمَه الله تَعَالَى - بالقسطنطينية في الثلث الأخير من ليلة الأحد خامس جمادى الأولى سنة اثنتين وثمانين وتسعمائة من الهجرة (٩٨٢ هـ) (١٥٧٤ م)، وكانت جنازته حافلة، حضرها الْعلمَاء والوزراء وَسَائِر أرباب الدِّيوَان وَخلق لَا يُحصونَ كَثْرَة، وصلي عليه ملأ عظيم، وجمع كثير، ودفن بمقبرته التي أنشأها بالقرب من تربة الصحابي أبي أيوب الأنصاري (١) - رضي الله تعالى عنه -.
وأتى نعيه إِلَى الْحرم، فَنُوديَ بِالصَّلَاةِ عليه من أَعلَى زَمْزَم، وَصُلِّيَ عَلَيْهِ صَلَاة الْغَائِب بالمسجد الحرام. (٢)
* * * * * * * *
_________
(١) أبو أيوب: هو خالد بن زيد بن كليب بن ثعلبة، أَبو أَيُّوب الأَنصاري، من بني النجار، المتوفى: ٥٢ هـ، صحابي، شهد العقبة وبدرا وأحدا والخندق وسائر المشاهد. وكان شجاعا صابرا تقيا محبا للغزو والجهاد. عاش إلى أيام بني أمية وكان يسكن المدينة، فرحل إلى الشام. ولما غزا يزيد القسطنطينية في خلافة أبيه معاوية، صحبه أبو أيوب غازيا، فحضر الوقائع ومرض فأوصى أن يوغل به في أرض العدوّ، فلما توفي دفن في أصل حصن القسطنطينية. له ١٥٥ حديثا. ينظر: الاستيعاب في معرفة الأصحاب (٤/ ١٦٠٦) [ليوسف بن عبد الله النمري القرطبي ت: ٤٦٣ هـ، تحقيق: علي محمد البجاوي، دار الجيل، بيروت، ط: الأولى، ١٤١٢ هـ - ١٩٩٢ م]، الإصابة في تمييز الصحابة (٢/ ١٩٩) [لأحمد بن حجر العسقلاني ت: ٨٥٢ هـ، تحقيق: عادل أحمد عبد الموجود وعلى محمد معوض، دار الكتب العلمية - بيروت، ط: الأولى - ١٤١٥ هـ].
(٢) ينظر: النور السافر (١/ ٢١٧)، الكواكب السائرة بأعيان المئة العاشرة (٣/ ٣٣) [لنجم الدين محمد الغزي ت: ١٠٦١ هـ، تحقيق: خليل المنصور، دار الكتب العلمية، بيروت - لبنان، ط: الأولى، ١٤١٨ هـ - ١٩٩٧ م].


الصفحة التالية
Icon