المبحث الثاني:
التعريف بتفسيره (إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم)
* * * * * * * *
- تأليف الكتاب:
لقد كان اشتغال الإمام أبي السعود بالتدريس، وتوليه للقضاء ثم الفتوى سبباً عائقاً له عن التفرغ والتصنيف والتأليف، ولكنه اختلس فرَصاً من وقته فصرفها إلى كتابة التفسير. فأخرج للناس كتابه الذى نحن بصدده.
وقد ذكر في مقدمة كتابه أنه كان مشتغلا بتفسيري (الكشاف) (١)، و (أنوار التنزيل) (٢) وكان ينوي أن ينظمهما في عقد فريد، ويرتبهما في ترتيب جيد، وقد انتهز فرصة من الدهر وصرفها إلى إملاء تفسيره هذا. (٣)
فلما وصل إلى آخر سورة (ص) عرض له من الشواغل ما جعله يقف فى تفسيره عند هذا الحد، فبيَّض ما كتب فى شعبان سنة ثلاث وسبعين وتسعمائة من الهجرة (٩٧٣ هـ) ثم أرسله إلى الباب العالى، فتلقاه السلطان بحسن القبول، وأنعم عليه بما أنعم، وزاد فى وظيفته كل يوم خمسمائة درهم، ثم تيَّسر له بعد ذلك إتمامه، فأتمه بعد سنة، ثم أرسله إلى السلطان ثانياً بعد إتمامه، فقابله السلطان بمزيد لطفه وكرمه، وزاد فى وظيفته مرة أخرى. (٤)
* * * * * * * * * *
_________
(١) المسمى: الكشاف عن حقائق غوامض التنزيل: للإمام محمود بن عمر الزمخشري ت: ٥٣٨ هـ.
(٢) المسمى: أنوار التنزيل وأسرار التأويل، للقاضي ناصر الدين البيضاوي ت: ٦٨٥ هـ.
(٣) ينظر: مقدمة تفسير أبي السعود (١/ ٤) [المسمى: إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم، دار إحياء التراث العربي - بيروت].
(٤) ينظر: الشقائق النعمانية (١/ ٤٤٣)، التفسير والمفسرون (١/ ٢٤٦).


الصفحة التالية
Icon