..................................
ـــــــــــــــــــــــــــــ
وكذا قولهم في: ﴿وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِّلنَّاسِ﴾ (١) أنه نعت مصدر محذوف، أي: إلا إرسالة كافة.
وقوله في خطبة المفصل: محيط بكافة الأبواب. قيل: إنه خطأ من وجوه.
وقد رد هذا شارح اللباب (٢): " بأنه سمع في قول عمر في كتاب له محفوظ مضبوط: " جعلت لآل بني كاكلة (٣) على كافة بيت مال المسلمين، لكل عام مائتي مثقال ذهبا." (٤)
_________
(١) سورة: سبأ، الآية: ٢٨.
(٢) نص على اسمه الصبان في " حاشيته على شرح الأشموني على ألفية ابن مالك " (٢/ ٢٦٣).
وهو: السيد جمال الدين عبد الله بن محمد الحسيني النيسابوري، المشهور بنقره كار، ت: ٧٧٦ هـ، وله كتاب " العباب في شرح لباب الإعراب "، وهذا الكتاب هو شرح لكتاب " اللباب في علم الإعراب " لتاج الدين المعروف بالفاضل الأسفرايني، ت: ٦٨٤ هـ. ينظر: كشف الظنون (٢/ ١٥٤٣).
(٣) بني كاكلة: لم أقف لهم على ترجمة.
(٤) هذا جزء من كتاب كتبه عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - بخطه لآل بني كاكلة، وتمامه:
" قد جعلت لآل بني كاكلة على كافة بيت مال المسلمين لكل عام مائتي مثقال ذهبا إبريزا.
كتبه ابن الخطاب. وختمه: كفى بالموت واعظا يا عمر. "
ولما آلت الخلافة إلى أمير المؤمنين علي - كرم الله تعالى وجهه - عُرض عليه، فنفذ ما فيه لهم، وكتب عليه بخطه:
" لله الأمر من قبل ومن بعد ويومئذ يفرح المؤمنون، أنا أولى من اتّبع أمر مَن أعزّ الاسلام، ونصر الدين والأحكام، عمر بن الخطاب، ورسمت بمثل ما رسم لآل بني كاكلة في كل عام مائتي دينار ذهبا عينا إبريزا، واتبعت أثره وجعلت لهم بمثل ما رسمه عمر، إذ وجب عليّ وعلى جميع المؤمنين اتّباع ذلك.
كتبه: عليّ بن أبي طالب. وختمه: الله الملك الحق، عليّ به واثق."
وهو كتاب محفوظ بمكتبة: شهيد علي باشا - باستانبول، نسخة خطية (ع ٢٨٤١، ص ٤٦).
ينظر: مجموعة الوثائق السياسية للعهد النبوي والخلافة الراشدة (١/ ٥٧٨) [لمحمد حميد الله الحيدرآبادي هندي، ت: ١٤٢٤ هـ، دار النفائس - بيروت، ط: السادسة - ١٤٠٧ هـ].
وقال الشهاب الخفاجي بعد أن ذكر ذلك في " شرح درة الغواص في أوهام الخواص " لوحة (٥٠ / أ): "ونقله الإمام سعد الدين التفتازاني في كتابه " شرح مقاصد الطالبين "، ثم قال - أي الإمام سعد الدين -: " وهذا مع ما قبله موجود إلى الآن بديار العراق." [مخطوط شرح درة الغواص، نسخة بخط صالح سليمان الخياط الأسيوطي سنة ١٢٧٣ هـ ـ، نسخة محفوظة بجامعة الملك سعود، (٤١٠ ش. ش)].
فقد استعملها معرفة وغير منصوبة لغير العقلاء، وهو في الفصاحة بمكان، وقد سمعه مثل عليّ ولم ينكره، فأي إنكار واستهجان."