..................................
ـــــــــــــــــــــــــــــ
و﴿كَافَّةً﴾ حال من ضمير ﴿ادْخُلُوا﴾، أو من ﴿السِّلْمِ﴾. وما في الكتاب إشارة إلى ما ذكرنا فليتدبر." (١)
وعبارة (ق) (٢) كعبارة المفسر (٣)، فكتب (ع):
على قوله: (والمعنى إلخ): " لا يخفى عليك أن الاحتمالات العقلية ههنا كثير؛ لأن السلم بمعنى: الطاعة، أو بمعنى: الإسلام. وعلى التقديرين ﴿كَافَّةً﴾ حال، إما عن الضمير، أو عن ﴿السِّلْمِ﴾، تصير أربعة.
وعلى التقادير، الخطاب إما للمنافقين، أو لمؤمني أهل الكتاب، أو لكفارهم، أو للمسلمين الخلص، تصير ستة عشر (٤)، والمصنف يختار منها بعضها.
ومبنى ذلك على أمرين:
أحدهما: أن ﴿كَافَّةً﴾ لإحاطة الأجزاء.
والثاني: أن محط الفائدة في الكلام هو: القيد بـ ﴿كَافَّةً﴾، كما هو المقرر عند البلغاء، ونص عليه الشيخ (٥) في دلائل الإعجاز (٦).
فالوجه الأول: أن ﴿السِّلْمِ﴾ بمعنى: الطاعة، و ﴿كَافَّةً﴾ حال من الضمير، إذ لا يصح حينئذ جعله حالا من ﴿السِّلْمِ﴾؛ لعدم كونه ذا أجزاء، والخطاب للمنافقين خوطبوا بترك النفاق
_________
(١) مخطوط حاشية سعد الدين التفتازاني على الكشاف لوحة (١٣٣ / ب).
(٢) تفسير البيضاوي (١/ ١٣٤)، والعبارة هي: " والمعنى: استسلموا لله وأطيعوه جملة ظاهرا وباطنا ".
(٣) تفسير أبي السعود (١/ ٣٧٣).
(٤) ينظر: تفسير الآلوسي (١/ ٤٩٢).
(٥) الشيخ: هو عبد القاهر بن عبد الرحمن بن محمد الجرجاني، أبو بكر، المتوفى: ٤٧١ هـ. تتلمذ على أبي الحسين بن عبد الوارث، ابن أخت أبي علي الفارسي. والإمام عبد القاهر أحد أهم علماء اللغة والبلاغة، وأتقن الفقه الشافعي وفلسفة المذهب الأشعري والمنطق، وصنف تصانيف كثيرة، منها: (المغني في شرح الإيضاح) لأبي علي الفارسي، وهو نحو ثلاثين مجلداً، واختصره في كتاب سماه (المقتصد) ثلاثة مجلدات، و (إعجاز القرآن)، و (دلائل الإعجاز)، و (العوامل)، و (الجمل)، وشرحه المسمى بـ (التلخيص)، وغيرهم. ينظر: نزهة الألباء في طبقات الأدباء (١/ ٢٦٤) [لأبي البركات الأنباري ت: ٥٧٧ هـ، تحقيق: إبراهيم السامرائي، مكتبة المنار، الأردن، ط: الثالثة، ١٤٠٥ هـ - ١٩٨٥ م]، فوات الوفيات (٢/ ٣٦٩) [لمحمد بن شاكر ت: ٧٦٤ هـ، تحقيق: إحسان عباس، دار صادر - بيروت، ط: الأولى].
(٦) لم أقف عليه في كتاب دلائل الإعجاز.