أو ادخُلوا في الإسلام بكلّيته، ولا تخلِطوا به غيَره، والخطابُ لمؤمني أهلِ الكتاب.
فإنهم كانوا يراعون بعضَ أحكام دينهم القديمِ بعد إسلامهم.
ـــــــــــــــــــــــــــــ
ظاهرا وباطنا، ولا يصح حينئذ أن يكون الخطاب للمؤمنين الخلص سواء كانوا من أهل الكتاب أو غيرهم؛ لكونهم مؤمنين بجملتهم، ولا للكفار منهم لعدم الإيمان لهم رأسا." (١) أهـ وهذا أول وجه في المفسر (٢).
(أو ادخلوا في الإسلام [بكليته) عبارة (ق)] (٣): " بكليتكم." (٤) أهـ
كتب (ع): " فـ ﴿السِّلْمِ﴾ بمعنى: الإسلام، و ﴿كَافَّةً﴾ حال من الضمير، ومعنى دخولكم في الإسلام بكليتكم: أن لايبقى شاء من ظاهركم أو باطنكم إلا والإسلام يستوعبه، لا يبقى مكانا لغيره؛ ولذا عطف عليه (ولا تخلطوا به غيره)، والخطاب حينئذ: لمؤمني أهل الكتاب حيث قصد نفي التخليط، ولا معنى لخطاب المؤمنين الخلص، ولا الكافرين الخلص؛ لعدم التخليط فيهما، حتى يكون محط الفائدة: التقييد بـ ﴿كَافَّةً﴾." (٥) وهذا وجه المفسر الثاني (٦).
(فإنهم كانوا إلخ): " أخرج ابن جرير عن عكرمة قال: نزلت في ثعلبة (٧)، وعبد الله بن سلام (٨)،
_________
(١) مخطوط حاشية السيالكوتي على البيضاوي لوحة (٣٣٨ / ب - ٣٣٩ / أ).
(٢) حيث قال: " والمعنى: استسلموا لله تعالى وأطيعوه جملةً ظاهراً وباطناً، والخطابُ للمنافقين." تفسير أبي السعود (١/ ٢١٢).
(٣) ما بين المعقوفتين سقط من ب.
(٤) تفسير البيضاوي (١/ ١٣٤).
(٥) مخطوط حاشية السيالكوتي على البيضاوي لوحة (٣٣٩ / أ).
(٦) حيث قال: " أو ادخُلوا في الإسلام بكلّيته، ولا تخلِطوا به غيَره، والخطابُ لمؤمني أهلِ الكتاب؛ فإنهم كانوا يراعون بعضَ أحكام دينهم القديمِ بعد إسلامهم." تفسير أبي السعود (١/ ٢١٢).
(٧) ثعلبة: هو ثعلبة بن سعية، أحد من أسلم من اليهود، نزل هو وأخوه أسيد بن سعية في الليلة التي في صبيحتها نزل بنو قريظة على حكم سعد بن معاذ، ونزل معهما أسد بن عبيد القرظي فأسلموا وأحرزوا دماءهم وأموالهم، لهم خبر في السير يخرج في أعلام نبوة مُحَمَّد - صَلَّى الله عليه وسلم -، وقال البخاري: توفي ثعلبة بن سعية وأسيد بن سعية في حياة النبي صَلَّى الله عليه وَسَلَّمَ. ينظر: الاستيعاب (١/ ٢١١)، أسد الغابة (١/ ٤٦٨).
(٨) عبد الله بن سلام: هو عبد الله بن سلام بن الحارث الإسرائيلي، أبو يوسف، المتوفى: ٤٣ هـ، صحابي، قيل: إنه من نسل يوسف بن يعقوب. أسلم عند قدوم النبي - ﷺ - المدينة، وكان اسمه: " الحصين " فسماه رسول الله - صلّى الله عليه وسلم - عبد الله. وفيه الآية: ﴿وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِّن بَنِي إِسْرَاءِيلَ عَلَى مِثْلِهِي﴾ [الأحقاف: ١٠]، والآية: ﴿وَمَنْ عِندَهُ عِلْمُ الْكِتَابِ﴾ [الرعد: ٤٣]، وشهد مع عمر فتح بيت المقدس والجابية. ولما كانت الفتنة بين علي ومعاوية، اتخذ سيفا من خشب، واعتزلها. وأقام بالمدينة إلى أن مات. له ٢٥ حديثا. ينظر: الاستيعاب (٣/ ٩٢١)، أسد الغابة (٣/ ٢٦٥).


الصفحة التالية
Icon