..................................
ـــــــــــــــــــــــــــــ
وفي (ك):
" عن عبد الله بن سلام: أنه استأذن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أن يقيم على السبت، وأن يقرأ من التوراة في صلاته من الليل." (١) أهـ
" قلت: لم يذكر جار الله (٢) خلافه، وتمامه: أنه عليه السلام لم يأذن لعبد الله بن سلام بذلك؛ لما في ذلك من لزوم الإخلال بالمواجب الشرعية، إذ الإقامة على السبت مخصوصة باليهود، ويجب علينا مخالفتهم.
وترك الواجب إخلال بأمر الشرع، وأنه غير جائز، ألا يرى أنه عليه الصلاة والسلام لما رأى في يد عمر بن الخطاب أوراقا، فسأله عن ذلك، فأخبره أنها من التوراة، فغضب على ذلك وقال: " لو كان أخي موسى حيا، ما وسعه إلا اتباعي." (٣) لما في خلافه من لزوم توجه خلل على شريعة نبينا، فلا يجوز ارتكاب ذلك، فاعرفه." (٤) سيوطي
_________
(١) تفسير الكشاف (١/ ٢٥٢ - ٢٥٣). وينظر: مواضع تخريج الحديث السابق.
(٢) لقب الإمام الزمخشري.
(٣) هذا جزء من حديث أخرجه الإمام أحمد في " مسنده " (٢٣/ ٣٤٩)، رقم: ١٥١٥٦، في مُسْنَد جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، قال: حَدَّثَنَا سُرَيْجُ بْنُ النُّعْمَانِ، قَالَ: حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، أَخْبَرَنَا مُجَالِدٌ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ، أَتَى النَّبِيَّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بِكِتَابٍ أَصَابَهُ مِنْ بَعْضِ أَهْلِ الْكتاب، فَقَرَأَهُ عَلَى النَّبِيُّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَغَضِبَ، وَقَالَ: " أَمُتَهَوِّكُونَ فِيهَا يَا بنَ الْخَطَّابِ، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَقَدْ جِئْتُكُمْ بِهَا بَيْضَاءَ نَقِيَّةً، لَا تَسْأَلُوهُمْ عَنْ شَيْءٍ فَيُخْبِرُوكُمْ بِحَقٍّ فَتُكَذِّبُوا بِهِ، أَوْ بِبَاطِلٍ فَتُصَدِّقُوا بِهِ، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَوْ أَنَّ مُوسَى كَانَ حَيًّا، مَا وَسِعَهُ إِلَّا أَنْ يَتَّبِعَنِي." وقال الحافظ ابن حجر في "فتح الباري" (١٣/ ٣٣٤): " رجاله موثقون إلا أن في مجالد ضعفا."
وأخرجه الدارمي في " سننه " (١/ ٤٠٣)، رقم: ٤٤٩، بَاب: مَا يُتَّقَى مِنْ تَفْسِيرِ حَدِيثِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، وَقَوْلِ غَيْرِهِ عِنْدَ قَوْلِهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، [لعبد الله الدارمي، التميمي السمرقندي ت: ٢٥٥ هـ، تحقيق: حسين الداراني، دار المغني للنشر - السعودية، ط: الأولى، ١٤١٢ هـ - ٢٠٠٠ م]، وابن عبد البر في "جامع بيان العلم وفضله " (٢/ ٨٠٥)، رقم: ١٤٩٧، بَاب: مُخْتَصَرٌ فِي مُطَالَعَةِ كُتُبِ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالرِّوَايَةِ عَنْهُمْ، [لابن عبد البر النمري القرطبي ت: ٤٦٣ هـ، تحقيق: أبي الأشبال الزهيري، دار ابن الجوزي، السعودية، ط: الأولى، ١٤١٤ هـ - ١٩٩٤ م]، والبغوي في " شرح السنة " (١/ ٢٧٠)، رقم: ١٢٦، كِتَاب: الْعِلْم، بَاب: حَدِيث أَهْلِ الْكِتَابِ. [للحسين بن مسعود البغوي ت: ٥١٦ هـ، تحقيق: شعيب الأرنؤوط، الناشر: المكتب الإسلامي - دمشق، ط: الثانية، ١٤٠٣ هـ - ١٩٨٣ م].
(٤) لم أجده في حاشية السيوطي على البيضاوي. ينظر: (٢/ ٤٠٢) وما بعدها.