﴿وَالَّذِينَ اتَّقَوْا﴾ هم: الذين آمنوا بعينهم، وإنما ذُكروا بعنوان التقوى؛
ـــــــــــــــــــــــــــــ
ذكر في التفسير كلاهما إشارة إلى أن المراد بالآية كلاهما؛ ليطابق ما أخبر به من علو المؤمنين [بقوله] (١): ﴿وَالَّذِينَ اتَّقَوْا فَوْقَهُمْ﴾.
وقدم الاسترذال؛ إشارة إلى أنه لازم (٢) متقدم على السخرية وحده، وأن دلالتها عليه بالاقتضاء فلا يلزم الجمع بين المعنيين.
ووقع في نسخة بعض الناظرين في هذا الكتاب: (أو يستهزئون بهم) بكلمة: (أو)، فقال (٣):
"ردد (٤) بين المعنى الحقيقي والمعنى المجازي للسخرية (٥)، وقدم المجازي؛ لرجحانه لكونه عاما."
ولا يخفى فساده؛ لأن مرجع ضمير (هم) في كل من الفعلين واحد، أعني: فقراء المؤمنين." (٦) (ع)
وفي (ش):
" (يسترذلوهم): يعدونهم أراذل (٧)، وعطف الاستهزاء عليه بالواو، وفي نسخة بـ (أو)؛ إشارة إلى أنهما معنيان. والثاني وإن كان حقيقيا قدم الأول؛ لعمومه." (٨) أهـ
﴿وَالَّذِينَ اتَّقَوْا فَوْقَهُمْ﴾ " أي: بحسب المكان والرتبة، أو الاستعلاء والاستيلاء." (٩) (سعد)
(هم الذين آمنوا بعينهم) هذا هو الأرجح في النظر، لا مقابله من أعمية هذا.
_________
(١) سقط من ب.
(٢) اللازم: ما يمتنع انفكاكه عن الشيء، والْمُلَازمَة: كَون الحُكم مقتضيا الآخر، وَالْأول هُوَ الْمَلْزُوم، وَالثَّانِي هُوَ اللَّازِم، والِانْتِقَال من الْمَلْزُوم إِلَى اللَّازِم هو المجاز.... ينظر: معجم مقاليد العلوم (١/ ٩٨) [لجلال الدين السيوطي ت: ٩١١ هـ، تحقيق: أ. د محمد إبراهيم عبادة، الناشر: مكتبة الآداب - القاهرة، ط: الأولى، ١٤٢٤ هـ - ٢٠٠٤ م]، الحدود الأنيقة والتعريفات الدقيقة (١/ ٨٣) [لزكريا بن محمد بن زكريا الأنصاري ت: ٩٢٦ هـ، تحقيق: د. مازن المبارك، دار الفكر المعاصر - بيروت، ط: الأولى، ١٤١١ هـ]، كشاف اصطلاحات الفنون (٢/ ١٣٩٩).
(٣) أي: قال الناظر في النسخة الثانية معلقا على ما بها.
(٤) أي الإمام البيضاوي حيث استخدم لفظ: أو.
(٥) يقصد بالمعنى الحقيقي للسخرية: الاستهزاء، والمعنى المجازي: الاسترذال؛ لكونه لازما له.
(٦) مخطوط حاشية السيالكوتي على البيضاوي لوحة (٣٤١ / ب).
(٧) استرذل الشَّيءَ والشَّخصَ: عدَّه قبيحًا حقيرًا، عكسه استجاده.
ينظر: مادة (رذل) في: تاج العروس (٢٩/ ٦٧)، معجم اللغة العربية المعاصرة (٢/ ٨٨٢).
(٨) حاشية الشهاب على البيضاوي (٢/ ٢٩٧).
(٩) مخطوط حاشية سعد الدين التفتازاني على الكشاف لوحة (١٣٤ / ب).


الصفحة التالية
Icon