..................................
ـــــــــــــــــــــــــــــ
وسيجيء لهذا زيادة بيان في قوله حكاية: ﴿وَمَا نَرَاكَ اتَّبَعَكَ إِلَّا الَّذِينَ هُمْ أَرَاذِلُنَا بَادِيَ الرَّأْيِ﴾ (١)." (٢) أهـ
وقال (ش) في نقله عنه:
" ولا يتعلق بما قبل (إلا)؛ لأن ما قبل (إلا) لا يعمل فيما بعدها.
ثم قال: وفي الدر المصون: تجويز ما منعه، قال: " هو إما متعلق بمحذوف تقديره: "اختلفوا" أو "ما اختلف قبله"، ولا يمنع منه إلا كما قاله أبو البقاء.
وللنحاة فيه كلام محصله: أن (إلا) لا يستثنى بها شيئان بدون عطف، أو بدلية (٣).
وهذا هو الصحيح، لكن منهم من خالف فيه، وما استدل به المخالف مؤول.
وقد منع أبو الحسن (٤): "ما أخذ أحد إلا زيد درهما "، وكذلك: "ما ضرب القوم أحدا إلا بعضهم بعضا "، وكذا قال أبو على وابن السراج (٥).
_________
(١) سورة: هود، الآية: ٢٧. وقد رجعت إلى هذا الموضع في حاشية السعد، ولم أجد فيه بيانا لذلك.
(٢) مخطوط حاشية سعد الدين التفتازاني على الكشاف لوحة (١٣٤ / ب - ١٣٥ / أ).
(٣) البدل: هو التابع، المقصود بالحكم، بلا واسطة. وأقسام البدل أربعة:
الأول: بدل كل من كل، وهو بدل الشي مما هو طبق معناه، نحو: مررت بأخيك زيد.
الثاني: بدل بعض من كل، وهو بدل الجزء من كله، نحو: أكلت الرغيف ثلثه.
الثالث: بدل الاشتمال، وهو بدل شيء من شيء يشتمل عامله على معناه اشتمالا بطريق الإجمال، نحو: أعجبني زيد علمه، وسرق زيد ثوبه.
الرابع: بدل الغلط والنسيان، نحو: رأيت طفلا رجلا، أردت أنك تخبر أولا أنك رأيت رجلا، فغلطت بذكر الطفل.... ينظر: أوضح المسالك (٣/ ٣٦٢)، شرح ابن عقيل (٣/ ٢٤٧).
(٤) أبو الحسن: هو علي بن عيسى بن علي بن عبد الله، أبو الحسن الرماني، المتوفى: ٣٨٤ هـ، باحث معتزلي مفسر. من كبار النحاة. أصله من سامراء، ومولده ووفاته ببغداد. له نحو مائة مصنف، منها: (الأسماء والصفات)، و (صنفة الاستدلال) في الاعتزال، كتاب (التفسير)، و (شرح أصول ابن السراج - خ)، و (شرح سيبويه)، و (معاني الحروف)، (منازل الحروف)، و (النكت في إعجاز القرآن).
ينظر: وفيات الأعيان (٣/ ٢٩٩)، البلغة في تراجم أئمة النحو (١/ ٢١٠)، بغية الوعاة (٢/ ١٨٠).
(٥) ينظر: الأصول في النحو، لابن السراج (١/ ٢٨٣)، وابن السَرَّاج: هو محمد بن السري بن سهل، أبو بكر، المتوفى: ٣١٦ هـ، أحد أئمة الأدب والعربية. من أهل بغداد. كان يلثغ بالراء فيجعلها غينا. ويقال: ما زال النحو مجنونا حتى عقله ابن السراج بأصوله. مات شابا. وكان عارفا بالموسيقى. من كتبه: (الأصول) في النحو، و (شرح كتاب سيبويه)، و (الشعر والشعراء)، و (الخط والهجاء)، و (المواصلات والمذكرات) في الأخبار.
ينظر: وفيات الأعيان (٤/ ٣٣٩)، البلغة في تراجم أئمة النحو (١/ ٢٦٥)، بغية الوعاة (١/ ١٠٩).