..................................
ـــــــــــــــــــــــــــــ
" أخرجه ابن المنذر (١)، و (٢) مقاتل بن حيان (٣).
هِمّ: الهم بالكسر: الشيخ الفاني (٤)." (٥) سيوطي
" وعلى هذا فهم سألوا عن المنفق والمصرف، فيكون في السؤال المذكور في الآية طي، تعويلا على الجواب. (٦)
والظاهر على هذا: أن لا يكون من الأسلوب الحكيم، وبه يشعر كلام الراغب قال: " في مطابقة الجواب السؤال وجهان:
أحدهما: أنهم سألوا عنهما وقالوا: ما ننفق؟ وعلى من ننفق؟
لكن حذف في حكاية السؤال أحدهما إيجازا، ودل عليه الجواب، كأنه قيل: المنفَق هو الخير، والمنفق عليهم هؤلاء. فلف أحدهما في الآخر (٧)، وهذا طريق معروف في البلاغة.
_________
(١) ابن المنذر: هو محمد بن إبراهيم بن المنذر النيسابورىّ، أبو بكر، المتوفى: ٣١٩ هـ، فقيه مجتهد، من الحفاظ. كان شيخ الحرم بمكة. سمع من محمد بن ميمون، ومحمد بن إسماعيل الصائغ، وخلقًا كثيرًا؛ وحدث عنه أبو بكر بن المقرئ، ومحمد بن يحيى بن عمار الدمياطي، وآخرون، وصنف في اختلاف العلماء كتباً لم يصنف أحد مثلها، واحتاج إلى كتبه الموافق والمخالف. منها: (الإشراف على مذاهب أهل العلم) وهو كتاب كبير يدل على كثرة وقوفه على مذاهب الأئمة، وهو من أحسن الكتب وأنفعها وأمتعها، و (المبسوط) في الفقه، و (الأوسط في السنن والإجماع والاختلاف)، و (اختلاف العلماء)، و (تفسير القرآن)، وغير ذلك. ينظر: طبقات الفقهاء (١/ ١٠٨)، وفيات الأعيان (٤/ ٢٠٧)، طبقات الشافعية الكبرى (٣/ ١٠٢).
(٢) في حاشية السيوطي: (عن).
(٣) مقاتل: هو مُقَاتِلُ بْنُ حَيَّانَ النَّبَطِيُّ الْبَلْخِيُّ الْخَرَّازُ، أَبُو بَسْطَامٍ، المتوفى: ١٥٠ هـ، روى عَنْ: الشَّعْبِيِّ، وَالضَّحَّاكِ، وَعِكْرِمَةَ، وَمُجَاهِدٍ، وابن بُرَيْدَةَ، وَخَلْقٍ. وروى عَنْهُ: إِبْرَاهِيمُ بن أدهم، وَابْنُ الْمُبَارَكِ، وَعُمَرُ ابْنُ الرَّمَّاحِ، وعبد الرحمن بْنُ مُحَمَّدٍ الْمُحَارِبِيُّ، وَخَلْقٌ. وَحَدَّثَ عَنْهُ مِنْ شُيُوخِهِ: عَلْقَمَةُ بْنُ مرثد، وذلك فِي " صَحِيحِ مُسْلِمٍ ". وَكَانَ خَيِّرًا نَاسِكًا، كَبِيرَ الْقَدْرِ، صَاحِبَ سُنَّةٍ. هَرَبَ مِنْ خُرَاسَانَ أَيَّامَ أَبِي مُسْلِمٍ صَاحِبِ الدَّوْلَةِ إِلَى بِلادِ كَابُلٍ فَدَعَا هُنَاكَ خَلْقًا إِلَى الإِسْلامِ فَأَسْلَمُوا عَلَى يَدِهِ. وَقَدْ وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ، وَأَبُو دَاوُدَ. وَقَالَ النَّسَائِيُّ: لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ.. وَقَالَ ابْنُ خُزَيْمَةَ: لا أَحْتَجُّ بِهِ.
ينظر: تهذيب الكمال (٢٨/ ٤٣٠)، تاريخ الإسلام (٣/ ٩٨٣)، تهذيب التهذيب (١٠/ ٢٧٧).
(٤) تهذيب اللغة - باب الهاء والميم (٥/ ٢٤٩)، الصحاح تاج اللغة - مادة همم (٥/ ٢٠٦٢)، النهاية في غريب الحديث - مادة همم (٥/ ٢٧٥).
(٥) حاشية السيوطي على البيضاوي (٢/ ٤٠٨).
(٦) ينظر: روح المعاني (١/ ٥٠١).
(٧) يقصد أنه من اللف والنشر.


الصفحة التالية
Icon