..................................
ـــــــــــــــــــــــــــــ
بفرض الزكاة (١)، وعن الحسن: هي في التطوع. (٢) " (٣) أهـ
قال السعد: " (منسوخة) يعني: إذا كانت في الفرض." (٤)
[وقول] (٥) المفسر كـ (ق): " (ليس إلخ) " (٦)
" رد على في (ك)، حيث نقل " عن السدي: أنها منسوخة بفرض الزكاة." (٧) وفيه بحث؛ لأن عموم ﴿خَيْرٍ﴾، وجعل مصرفه الوالدين والأقربين على عمومه مما ينافي فرض الزكاة، فإن الفرض: قدر معين، ومصرفه غير الوالدين.
نعم لو خص بصدقة التطوع على ما روي عن الحسن لم ينافه." (٨) (ع)
وفي (ز): " (وليس في الآية إلخ) جواب ما ذهب إليه البعض: أن هذا كان قبل فرض الزكاة وبيان مصارفها بآية: ﴿إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ﴾ (٩)، فلما نزلت نسخت هذه الآية.
_________
(١) أخرجه الإمام الطبري في تفسيره (٤/ ٢٩٣ - ٢٩٤)، رقم: ٤٠٦٨، ونص الرواية: حدثني موسى بن هارون، قال: حدثنا عمرو بن حماد، قال: حدثنا أسباط عن السدي: ﴿يَسْ‍ئَلُونَكَ مَاذَا يُنفِقُونَ قُلْ مَا أَنفَقْتُم مِّنْ خَيْرٍ فَلِلْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ﴾، قال: يوم نزلت هذه الآية لم تكن زكاة، وإنما هي النفقةُ ينفقها الرجل على أهله، والصدقة يتصدق بها، فنسختها الزكاة."، وأخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره (٢/ ٣٨١)، رقم: ٢٠١٠.
(٢) ذكره الإمام النسفي في " مدارك التنزيل " (١/ ١٧٩)، والإمام أبو حيان في " البحر المحيط " (٢/ ٣٧٦)، وأخرج نحوه ابن أبي حاتم في تفسيره (٢/ ٣٨١)، رقم: ٢٠٠٧، عن مقاتل بن حيان.
(٣) تفسير الكشاف (١/ ٢٥٧).
(٤) مخطوط حاشية سعد الدين التفتازاني على الكشاف لوحة (١٣٥ / أ - ب).
(٥) في ب: وقال. والمثبت أعلى هو الصحيح.
(٦) تفسير البيضاوي (١/ ١٣٦)، وتمام العبارة: " وليس في الآية ما ينافيه فرض الزكاة؛ لينسخ."
(٧) العبارة السابقة للإمام الزمخشري صـ (٣٣٨) من هذا الجزء من التحقيق.
(٨) مخطوط حاشية السيالكوتي على البيضاوي لوحة (٣٤٥ / أ).
أخرج الإمام الطبري رواية السدي أولا، ثم أخرج قول ابن جريج في هذه الآية: " فذلك النفقةُ في التطوُّع، والزكاةُ سوى ذلك كله."
ثم قال الإمام الطبري تعليقا على الروايتين ما ملخصه: " وهذا الذي قاله السدي قولٌ ممكن أن يكون، وممكن غيره. ولا دلالة في الآية على صحة ما قال؛ لأنه ممكن أن يكون قوله: ﴿قُلْ مَا أَنفَقْتُم مِّنْ خَيْرٍ فَلِلْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ﴾، حثًا من الله - جل ثناؤه - على الإنفاق على من كانت نفقته غيرَ واجبة من الآباء والأمهات والأقرباء، ومن سمي معهم في هذه الآية، وتعريفًا من الله عبادَه مواضع الفضل التي تُصرف فيها النفقات، كما قال في الآية الأخرى: ﴿وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ﴾ [البقرة: ١٧٧]. وهذا القول الذي قلناه في قول ابن جريج الذي حكيناه."...
تفسير الطبري (٤/ ٢٩٤ - ٢٩٥).
(٩) سورة: التوبة، الآية: ٦٠.


الصفحة التالية
Icon