مبالغة،
ـــــــــــــــــــــــــــــ
(مبالغة): " كقول الخنساء (١): " فَإنَّمَا هِىَ إقْبَالٌ وَإدْبَارُ." (٢)
كأن القتال في نفسه كراهة؛ لفرط كراهتهم له.
(١) الخنساء: هي تُماضر بنت عمرو بن الحارث بن الشريد، من بني سُليم، من قيس عيلان، توفت: ٢٤ هـ، أشهر شواعر العرب، وأشهرهن على الإطلاق. من أهل نجد، عاشت أكثر عمرها في العهد الجاهلي، وأدركت الإسلام فأسلمت. ووفدت على رسول الله - صلّى الله عليه وسلم - مع قومها بني سليم، أكثر شعرها وأجوده: رثاؤها لأخويها (صخر ومعاوية)، وكانا قد قتلا في الجاهلية. وما بقي محفوظا من شعرها جمع في ديوان مطبوع. وكان لها أربعة بنين شهدوا حرب القادسية سنة ١٦ هـ، فجعلت تحرضهم على الثبات حتى قتلوا جميعا، فقالت: الحمد للَّه الّذي شرفني بقتلهم، وأرجو من ربي أن يجمعني بهم في مستقر رحمته.... ينظر: الشعر والشعراء (١/ ٣٣١)، بلاغات النساء (١/ ١٦٧) [لأبي الفضل ابن طيفور ت: ٢٨٠ هـ، شرحه: أحمد الألفي، الناشر: مطبعة مدرسة والدة عباس الأول، القاهرة، ط: ١٣٢٦ هـ - ١٩٠٨ م]، الدر المنثور في طبقات ربات الخدور (١/ ١٠٩).
(٢) من قصيدة للخنساء ترثى أخاها صخراً، وفيها:
و(العجول): الناقة التي أسقطت حملها قبل تمام شهرين، والتي فقدت ولدها بنحر أو موت، و (البو): جلد محشو تدر الناقة لأجله. وطاف به يطوف (يطيف): إذا دار حوله. ويروى: تحن له. و (إصغار وإكبار): بدل من حنينان. ويروى: إعلان وإسرار. أي: لا تمل طول الدهر مما ذكر من الحنين ورجوعه للبو. ويروى بدل هذا الشطر: (ترتع ما غفلت حتى إذا ذكرت)، أى: ترعى مدة غفلتها عنه، فإذا تذكرته فإنما هي (إقبال وإدبار) أي: ذات إقبال وذات إدبار، أو مقبلة ومدبرة، أو هي نفس الإقبال والأدبار مبالغة [وهذا هو موطن الشاهد]. أى: تلتفت تارة أمامها وتارة خلفها وتتلهى عن الرعي. و (بأوجد): خبر عجول. ويروى: بأوجع، أى: ليست أشد حزنا منى حين فارقني أخي، ثم تسلت بقولها: (وللدهر إحلاء وإمرار). والمراد: أن الدهر ينعم العيش تارة ويبئسه أخرى.
ينظر: ديوان الخنساء (١/ ٤٦) [اعتنى به وشرحه: حمدو طماس، دار المعرفة، بيروت، ط: الثانية، ١٤٢٥ هـ - ٢٠٠٤ م]، التعازي والمراثي والمواعظ والوصايا (١/ ١٢٠) [لأبي العباس المبرد ت: ٢٨٥ هـ، تحقيق: إبراهيم الجمل، نهضة مصر للطباعة]، شرح أبيات سيبويه (١/ ١٨٨) [ليوسف بن المرزبان السيرافي ت: ٣٨٥ هـ، تحقيق: د. محمد هاشم، دار الفكر للطباعة، القاهرة، ط: ١٣٩٤ هـ - ١٩٧٤ م]، زهر الآداب وثمر الألباب (٤/ ٩٩٩) [لأبي إسحاق الحُصري القيرواني ت: ٤٥٣ هـ، دار الجيل، بيروت]، دلائل الإعجاز (١/ ٣٠٠)، لسان العرب (١١/ ٥٣٨)، خزانة الأدب (١/ ٤٣١).
(٢) من قصيدة للخنساء ترثى أخاها صخراً، وفيها:
فما عجول على بو تطيف به | لها حنينان إصغار وإكبار |
لا تسأم الدهر منه كلما ذكرت | فإنما هي إقبال وإدبار |
يوما بأوجد منى حين فارقنى | صخر وللدهر إحلاء وإمرار |
ينظر: ديوان الخنساء (١/ ٤٦) [اعتنى به وشرحه: حمدو طماس، دار المعرفة، بيروت، ط: الثانية، ١٤٢٥ هـ - ٢٠٠٤ م]، التعازي والمراثي والمواعظ والوصايا (١/ ١٢٠) [لأبي العباس المبرد ت: ٢٨٥ هـ، تحقيق: إبراهيم الجمل، نهضة مصر للطباعة]، شرح أبيات سيبويه (١/ ١٨٨) [ليوسف بن المرزبان السيرافي ت: ٣٨٥ هـ، تحقيق: د. محمد هاشم، دار الفكر للطباعة، القاهرة، ط: ١٣٩٤ هـ - ١٩٧٤ م]، زهر الآداب وثمر الألباب (٤/ ٩٩٩) [لأبي إسحاق الحُصري القيرواني ت: ٤٥٣ هـ، دار الجيل، بيروت]، دلائل الإعجاز (١/ ٣٠٠)، لسان العرب (١١/ ٥٣٨)، خزانة الأدب (١/ ٤٣١).