..................................
ـــــــــــــــــــــــــــــ
وفيه: أن ذلك أول غنيمة (١)، وليس رد العير والأساري، ولا قوله: (يأمن فيه الخائف إلخ)، بل انتهى الحديث إلى قوله: (فقال المشركون: استحل محمد الشهر الحرام). " (٢) سيوطي
(أن رسول الله بعث إلخ): " (قبل بدر بشهرين) على رأس سبعة عشر شهرا من مقدمه المدينة، وبعث معه ثمانية من المهاجرين ليس فيهم أنصاري وهو تاسعهم، وأمَّره عليهم، وكتب له كتابا دفعه إليه، وقال: " سر على اسم الله، ولا تنظر في الكتاب حتى تسير يومين، فإذا نزلت فافتح الكتاب واقرأه على أصحابك، ثم امض إلى حيث أمرتك، ولا تستكره (٣) أحدا من أصحابك على السير معك."
فسار عبد الله (٤) يومين، ثم نزل وفتح الكتاب، فإذا فيه:
" بسم الله الرحمن الرحيم، أما بعد، فسر على بركة الله بمن معك من أصحابك حتى تنزل
_________
(١) الْغَنِيمَةُ: هي اسْمٌ لِلْمَأْخُوذِ مِنْ أَهْل الْحَرْبِ عَلَى سَبِيل الْقَهْرِ وَالْغَلَبَةِ. وَيَدْخُل فِيهَا الأمْوَال وَالأسْرَى مِنْ أَهْل الْحَرْبِ إِذَا اسْتُرِقُّوا.
ويَجِبُ عَلَى الإِمَامِ تَخْمِيسُ الْغَنِيمَةِ: أي تقسيمها على خمسة أجزاء، توزِعُ الأَرْبَعَةِ أَخْمَاسِ عَلَى الْغَانِمِينَ، بَعْدَ إِخْرَاجِ الْخُمُسِ الذي يُقْسَمُ عَلَى خَمْسَةِ أَسْهُمٍ تصرف في مواضعها التي ذكرها الله تعالى في قوله: ﴿وَاعْلَمُوا أَنَّمَا غَنِمْتُم مِّن شَيْءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ﴾ [الأنفال: ٤١].
والْغَنِيمَةُ مَشْرُوعَةٌ أَحَلَّهَا اللَّهُ تَعَالَى لِهَذِهِ الأُمَّةِ خاصة، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: " أُعْطِيتُ خَمْسًا لَمْ يُعْطَهُنَّ أَحَدٌ مِنَ الأَنْبِيَاءِ قَبْلِي:... ، وَأُحِلَّتْ لِي الغَنَائِمُ... " [أخرجه الإمام البخاري في صحيحه (١/ ٩٥)، رقم: ٤٣٨، كِتَابُ: الصَّلاةِ، بَابُ: قَوْلِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " جُعِلَتْ لِي الأَرْضُ مَسْجِدًا وَطَهُورًا.]
ينظر: أنيس الفقهاء في تعريف الألفاظ المتداولة بين الفقهاء - كتاب الجهاد (١/ ٦٥) [لقاسم بن عبد الله القونوي ت: ٩٧٨ هـ، تحقيق: يحيى مراد، دار الكتب العلمية، ط: ٢٠٠٤ م-١٤٢٤ هـ]، الموسوعة الفقهية الكويتية - مادة غنيمة (٣١/ ٣٠٢).
(٢) حاشية السيوطي على البيضاوي (٢/ ٤٠٩).
(٣) أي: لا تأخذ أحدا على كراهية منه، أي: بالإكراه.
(٤) عبد الله: هو عبد الله بن جحش بن رئاب بن يعمر الأسدي، ويكنى أَبَا مُحَمَّد، أمه: أميمة بِنْت عَبْد المُطَّلِب بْن هاشم، عمة النبي - ﷺ -. أسلم عَبْدُ اللَّهِ قَبْلَ دُخُولِ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - دَارَ الأَرْقَمِ. وهاجر إلى بلاد الحبشة مع أخويه عُبَيْد اللَّهِ وَأَبي أَحْمَدَ ابني جَحْشٍ، ثم هاجر إلى المدينة. وَهُوَ أَوَّلُ أَمِيرٍ أَمَّرَهُ رَسُولُ اللهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، فَغَنِمَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ غَنِيمَةً. وكَانَ صِهْرَ رَسُولِ اللهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، أُخْتُهُ زَيْنَبُ بِنْتُ جَحْشٍ أم المؤمنين. قتل شهيدا يوم أحد، فدفن هو وحَمْزَة بْن عَبْدِ الْمُطَّلِبِ في قبر واحد. ينظر: الطبقات الكبرى (٣/ ٦٥)، معرفة الصحابة، لأبي نعيم (٣/ ١٦٠٦)، تهذيب الأسماء واللغات (١/ ٢٦٢).


الصفحة التالية
Icon