وَحُفَّتِ النَّارُ بِالشَّهَوَاتِ." (١) حيث قال:
" أخرجه مسلم (٢)، من حديث أنس (٣) وأبي هريرة (٤). " سيوطي، ثم قال:
وفي (ش): " روياه في الصحيحين، وروى " حجبت " (٥)، والمراد بالمكاره: الاجتهاد في العبادات، والصبر على مشاقها، وكظم الغيظ، والعفو والحلم، والإحسان إلى المسئ، والصبر عن المعاصي. وأما الشهوات التي حجبت بها النار: فالشهوات المحرمة، كالخمر والزنا والغيبة والملاهي... إلخ." (٦)
_________
(١) أخرجه الإمام مسلم في " صحيحه " (٤/ ٢١٧٤)، رقم: ٢٨٢٢، و ٢٨٢٣، كتاب: الْجَنَّة وَصِفَة نَعِيمِهَا وَأَهْلِهَا، عن أنس وأبي هريرة - رضي الله عنهما -، [تحقيق: محمد فؤاد عبد الباقي، دار إحياء التراث العربي - بيروت]. وأخرجه الإمام الترمذي في " سننه " (٤/ ٦٩٣)، رقم: ٢٥٥٩، أَبْوَابُ صِفَةِ الْجَنَّةِ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، بَاب: مَا جَاءَ حُفَّتِ الجَنَّةُ بِالمَكَارِهِ وَحُفَّتِ النَّارُ بِالشَّهَوَاتِ، عن أنس - رضي الله عنه - وقال الإمام الترمذي: «هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ غَرِيبٌ مِنْ هَذَا الوَجْهِ»، [تحقيق: بشار عواد معروف، دار الغرب الإسلامي - بيروت، ١٩٩٨ م].
وأخرجه الإمام أحمد في "مسنده " (١٤/ ٥٠٧)، رقم: ٨٩٤٤، مُسْنَد أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ.
(٢) مسلم: هو مسلم بن الحجاج بن مسلم القشيري النيسابورىّ، أبو الحسين، المتوفى: ٢٦١، حافظ من أئمة المحدثين. ولد بنيسابور، انتفع كثيرًا بأحمد بن حنبل والبخاري، ورحل إلى الحجاز ومصر والشام والعراق. لقي من الشيوخ جمعًا، منهم إسحاق بن راهويه، وزهير بن حرب، وأبو بكر بن أبي شيبة، وعلي بن المديني، أما الراوون عنه فكثيرون منهم: الترمذي وإبراهيم بن سفيان، وأبو بكر بن خزيمة وغيرهم. أشهر كتبه: (صحيح مسلم) اشتمل على ١٢، ٠٠٠ حديث. كتبه في ١٥ سنة. وهو أحد الصحيحين المعول عليهما عند أهل السنة في الحديث، وقد شرحه كثيرون. وله: (المسند الكبير) رتبه على الرجال، و (مشايخ الثوري)، و (تسمية شيوخ مالك وسفيان وشعبة)، و (كتاب المخضرمين)، و (كتاب أولاد الصحابة)، و (أوهام المحدثين)، و (الطبقات). ينظر: وفيات الأعيان (٥/ ١٩٤)، تذكرة الحفاظ (٢/ ١٢٥).
(٣) أنس: هو أنس بن مالك بن النضر الخزرجي الأنصاري، أبو حمزة، المتوفى: ٩٣ هـ، صاحب رسول الله - صلّى الله عليه وسلم - وخادمه، وأحد المكثرين من الرواية عنه. سمي باسم عمه أنس بن النضر. وأمه أم سليم بنت ملحان الأنصارية، روى عنه رجال الحديث (٢٢٨٦) حديثا. مولده بالمدينة، وأسلم صغيرا، وخدم النبي - ﷺ - إلى أن قبض. ثم رحل إلى دمشق، ومنها إلى البصرة، فمات فيها. وهو آخر من مات بالبصرة من الصحابة. ينظر: الاستيعاب (١/ ١٠٩)، الإصابة (١/ ٢٧٥).
(٤) أبو هريرة: هو عبد الرحمن بن صخر الدوسي، الملقب بأبي هريرة، المتوفى: ٥٩ هـ، صحابي، كان أكثر الصحابة حفظا للحديث ورواية له.. نشأ يتيما ضعيفا في الجاهلية، وقدم المدينة ورسول الله - صلّى الله عليه وسلم - بخيبر، فأسلم سنة ٧ هـ، ولزم صحبة النبي، فروى عنه (٥٣٧٤) حديثا، نقلها عن أبي هريرة أكثر من ٨٠٠ رجل بين صحابي وتابعي. وولي إمرة المدينة مدة. ولما صارت الخلافة إلى عمر استعمله على البحرين، ثم رآه ليّن العريكة، مشغولا بالعبادة فعزله. وأراده بعد زمن على العمل فأبى. وكان أكثر مقامه في المدينة وتوفي فيها. وكان يفتي. ينظر: الاستيعاب (٤/ ١٧٦٨)، أسد الغابة (٦/ ٣١٣).
(٥) أخرجه الإمام البخاري في " صحيحه " (٨/ ١٠٢)، رقم: ٦٤٨٧، كِتَاب: الرِّقَاقِ، بَاب: حُجِبَتِ النَّارُ بِالشَّهَوَاتِ، ولفظه: " عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: «حُجِبَتِ النَّارُ بِالشَّهَوَاتِ، وَحُجِبَتِ الجَنَّةُ بِالْمَكَارِهِ»."
(٦) صـ (٣٢٧ - ٣٢٨) من هذا البحث.