وصاحبه المقداد بن الأسود (١)، لما قال (صلى الله عليه وسلم): " من يختزل خُبَيبا (٢) عن خشبته فله الجنة." فقال: أنا وصاحبي المقداد، وكان خبيب قد صلبه أهل مكة. (٣)
- أو في عليّ، استخلفه النبي (صلى الله عليه وسلم) على فراشه حين خرج إلى الغار." (٤)
- وقيل: نزلت في عمار بن ياسر (٥)، وأمه سمية (٦) (٧)." (٨)
_________
(١) المقداد: هو المقداد بن عمرو، ويعرف بابن الأسود، الكندي البهراني الحضرميّ، أبو عمرو، المتوفي: ٣٣ هـ، صحابي، من الأبطال. هو أحد السبعة الذين كانوا أول من أظهر الإسلام. وهو أول من قاتل على فرس في سبيل الله. واسم أبيه عمرو بن ثعلبة. ووقع بين المقداد وابن شمر بن حجر الكندي خصام فضرب المقداد رجله بالسيف وهرب إلى مكة، فتبناه الأسود بن عبد يغوث الزهري، فصار يقال له: المقداد بن الأسود، إلى أن حُرِّم التبني، فعاد يتسمى المقداد بن عمرو، وشهد بدرا وغيرها. وسكن المدينة ودفن فيها. له ٤٨ حديثا. ينظر: الاستيعاب (٤/ ١٤٨٠)، الإصابة (٦/ ١٥٩).
(٢) خُبَيب: هو خبيب بن عدي الأنصاري، شهد بدرا، وأُسر في سرية الرجيع، وذلك في سنة ثلاث من الهجرة، واشتراه بنو الحارث بن عامر بن نوفل، وكان خبيب قد قتل الحارث بن عامر يوم بدر، فمكث خبيب عندهم أسيرا حتى إذا اجتمعوا على قتله، خرجوا به من الحرم ليقتلوه، فَقَالَ: دعوني أصلي ركعتين. فكان أول من صلى ركعتين عند القتل، وصُلب بالتنعيم، وروي أن النبيّ - صلّى اللَّه عليه وسلّم- أرسل المقداد والزّبير في إنزال خبيب عن خشبته. ينظر: الاستيعاب (٢/ ٤٤٠)، الإصابة (٢/ ٢٢٥).
(٣) نقله الثعلبي في " الكشف والبيان" (٢/ ١٢٤) عن ابن عباس والضحاك، وذكر هذه القصة بالتفصيل البغوي في "معالم التنزيل" (١/ ٢٦٥)، وذكره ابن الجوزي في " زاد المسير في علم التفسير" (١/ ١٧٢) [لأبي الفرج الجوزي ت: ٥٩٧ هـ، تحقيق: عبد الرزاق المهدي، دار الكتاب العربي - بيروت، ط: الأولى - ١٤٢٢ هـ]، وذكره أبو حيان في "البحر المحيط" (٢/ ٣٣٤).
(٤) صـ (١٩٧) وما بعدها من هذا البحث.
(٥) عمار: هو عمار بن ياسر بن عامر الكناني القحطاني، أبو اليقظان، المتوفي: ٣٧ هـ، صحابي، من... الولاة الشجعان ذوي الرأي. وهو أحد السابقين إلى الإسلام والجهر به هو وأبواه، وكانوا ممن يعذّب في اللَّه، ونزل فيه قوله تعالى: ﴿إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمَانِ﴾ [النحل: ١٠٦]. هاجر إلى المدينة، وشهد بدرا وأحدا والخندق وبيعة الرضوان. وولاه عمر الكوفة، فأقام زمنا وعزله عنها. وشهد الجمل وصفين مع عليّ. وقُتل في الثانية، وعمره ثلاث وتسعون سنة. له ٦٢ حديثا. ينظر: الاستيعاب (٣/ ١١٣٥)، الإصابة (٤/ ٤٧٣).
(٦) سمية: هي سميَّة بنت خبَّاط، ت: نحو ٧ ق هـ، صحابية. كانت في الجاهلية مولاة لأبي حذيفة ابن المغيرة -عمّ أبي جهل-، وكان أبو حذيفة حليفا لياسر بن عامر الكناني، فزوجه بها، فولدت له عمارا، على الرق، فأعتقه ياسر. ولما كان بدء الدعوة إلى الإسلام، كانت سمية عجوزا كبيرة، فأسلمت سرا، هي وزوجها وابنها، ثم جاهروا بإسلامهم، ولم يكن لهم من يحميهم، فعذبهم مشركو قريش، وجاء أبو جهل، فطعن سمية بحربة، فقتلها، فكانت أول شهيدة في الإسلام. ينظر: الاستيعاب (٤/ ١٨٦٣)، أسد الغابة (٧/ ١٥٢).
(٧) أخرجه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (٢٤/ ٢٢٢)، عن ابن عباس، وينظر: تنوير المقباس من تفسير ابن عباس (١/ ٢٨) [ينسب: لعبد الله بن عباس - رضي الله عنهما - ت: ٦٨ هـ، جمعه: مجد الدين الفيروزآبادى ت: ٨١٧ هـ، دار الكتب العلمية - لبنان].
(٨) صـ (٢٠٨) وما بعدها من هذا البحث.