* وأحيانا يستفيض جدا في بيان سبب النزول، كما فعل عند تفسيره لقول الله تعالى: ﴿يَسْ‍ئَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرَامِ قِتَالٍ فِيهِ﴾ (١). (٢)
* * * * * * * * * *
٣ - الناسخ والمنسوخ:
* عند تفسيره لقول الله تعالى: ﴿يَسْ‍ئَلُونَكَ مَاذَا يُنفِقُونَ قُلْ مَا أَنفَقْتُم مِّنْ خَيْرٍ فَلِلْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ﴾ (٣)، قال:
" نقل عن السدي (٤): أنها منسوخة بفرض الزكاة." (٥) وفيه بحث؛ لأن عموم ﴿خَيْرٍ﴾، وجعل مصرفه الوالدين والأقربين على عمومه مما ينافي فرض الزكاة، فإن الفرض: قدر معين ومصرفه غير الوالدين." (٦)
* وعند تفسيره لقول الله تعالى: ﴿يَسْ‍ئَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرَامِ قِتَالٍ فِيهِ﴾ (٧)، استفاض في بيان الأقوال في مسألة نسخ (حرمة القتال في الأشهر الحرم). (٨)
_________
(١) سورة: البقرة: الآية: ٢١٧.
(٢) صـ (٣٥٥) وما بعدها من هذا البحث.
(٣) سورة: البقرة: الآية: ٢١٥.
(٤) السّديّ: هو إسماعيل بن عبد الرحمن بن أَبي كريمة السدي، أبو محمد، المتوفي: ١٢٨ هـ، تابعي، حجازي الأصل، سكن الكوفة، روى عن أنس وابن عباس، ورأى ابن عمر والحسن بن علي وأبا هريرة وأبا سعيد، وروى عن أبيه ويحيى بن عباد، وأبي صالح مولى أم هاني، وسعد بن عبيدة، وأبي عبد الرحمن السلمي، وعطاء وعكرمة وغيرهم. وروى عنه شعبة والثوري والحسن بن صالح وزائدة وأبو عوانة وأبو بكر ابن عياش وغيرهم. وروى له مسلم وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجة، وقال النسائي: "صالح الحديث"، وقال أبو حاتم: "يكتب حديثه ولا يحتج به".
ينظر: تهذيب الكمال (٣/ ١٣٢)، الوافي بالوفيات (٩/ ٨٥)، تهذيب التهذيب (١/ ٣١٣).
(٥) أخرجه الإمام الطبري في تفسيره (٤/ ٢٩٣ - ٢٩٤)، رقم: ٤٠٦٨، ونص الرواية: حدثني موسى بن هارون، قال: حدثنا عمرو بن حماد، قال: حدثنا أسباط عن السدي: ﴿يَسْ‍ئَلُونَكَ مَاذَا يُنفِقُونَ قُلْ مَا أَنفَقْتُم مِّنْ خَيْرٍ فَلِلْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ﴾، قال: يوم نزلت هذه الآية لم تكن زكاة، وإنما هي النفقةُ ينفقها الرجل على أهله، والصدقة يتصدق بها، فنسختها الزكاة."، وأخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره (٢/ ٣٨١)، رقم: ٢٠١٠.
(٦) صـ (٣٣٨) من هذا البحث.
(٧) سورة: البقرة: الآية: ٢١٧.
(٨) صـ (٣٧٢) وما بعدها من هذا البحث.


الصفحة التالية
Icon