..................................
ـــــــــــــــــــــــــــــ
عطف على ﴿فَاذْكُرُوا﴾، قصدا إلى التفاوت بينه وبين ما يتعلق بـ (اذكروا)، وهو (إذا أفضتم)." (١)
قال (٢): " ويؤخذ منه أن التفاوت يكون بتفضيل أحد المتعاطفين، سواء كان الأول أو الثاني، كما أشار له في الكشف (٣)، (٤)، وأن التفاوت يكون بينهما بالذات، وبين متعلقهما بالتبع.
تنبيه: ذكر ابن إسحاق في سيرته: " أن قريشا كانت تسمى الحمس؛ لتشددهم في الدين، وكانوا لتعظيمهم الحرم تعظيما زائدا؛ ابتدعوا أنهم لا يخرجون منه ليلة عرفة، ويقولون: نحن قطان بيت الله وأهله، فلا يقفون بعرفة مع أنها من [مشاعر] (٥) (٦) إبراهيم - عليه الصلاة والسلام -، فكانوا كذلك [حتى] (٧) رد الله عليهم إلخ.
وكان نبينا - عليه الصلاة والسلام - قبل ذلك يقف بعرفات ويخالفهم؛ لأن الله (٨) وقفه وأوقفه على المشاعر." (٩) أهـ
_________
(١) انتهت إلى هنا عبارة السعد.
(٢) أي الشهاب.
(٣) يقصد بها: حاشية الكشف على تفسير الكشاف، المسماة: (حاشية الكشف عن مشكلات الكشاف)، للإمام عمر بن عبد الرحمن القزويني المتوفي: ٧٤٥ هـ.
(٤) ينظر: حاشية الكشف على الكشاف، لعمر بن عبد الرحمن (١/ ٣٨٤ - ٣٨٥) [رسالة دكتوراه - كلية لغة عربية بنين القاهرة - جامعة الأزهر، للباحث: محمد بن محمود عبد الله السلمان، تحت إشراف د / كامل إمام الخولي، سنة: ١٤٠٠ هـ - ١٩٨٠ م].
(٥) في ب: مشاعير، والمثبت أعلى هو الصحيح.
(٦) مَشاعِر: جمع مَشْعَر، وهو: موضع مناسك الحج. وحَدُّ المَشْعَر ما بين جَبَليّ المزدلفة، من حد مَفْضى مأزمي عرفة إِلى وادي محسِّر؛ وسمي: مشْعَراً لأن الدعاء عنده والوقوف فيه والذبح به من معالم الحج. والمَشْعَران: المزدلفة ومنى. ينظر: شمس العلوم - باب الشين والعين وما بعدهما (٦/ ٣٤٧٩)، حلية الفقهاء - باب أعمال الحج (١/ ١٢٠) [لأحمد بن فارس القزويني الرازي، ت: ٣٩٥ هـ، تحقيق: د. عبد الله بن عبد المحسن التركي، الشركة المتحدة للتوزيع - بيروت، ط: الأولى (١٤٠٣ هـ - ١٩٨٣ م)].
(٧) في ب: حين، والمثبت أعلى هو الصحيح.
(٨) في ب بزيادة: سبحانه وتعالى.
(٩) سيرة ابن إسحاق: (١/ ٩٧، ١٠٢) بالمعنى.


الصفحة التالية
Icon