..................................
ـــــــــــــــــــــــــــــ
ويرد على الوجهين: أن تقدير ﴿أَفِيضُوا﴾ مما لا داعي إليه في تصحيح كلمة (ثم)، مع حملها على المعنى المجازي (١).
وإذا ارتكب ذلك فلم لا تحمل على أنها لمجرد التراخي في الذكر؟ كما في النهر. (٢) (٣)
وأن قول (ك):
" فكذلك حين أمرهم بالذكر عند الإفاضة من عرفات قال: ﴿ثُمَّ أَفِيضُوا﴾ للتفاوت بين الإفاضتين." (٤) ينفي الإضمار؛ إذ لا يبقي لقوله (٥) (حين أمرهم بالذكر) دخل.
وقال صاحب الكشف (٦): " إن قوله ﴿ثُمَّ أَفِيضُوا﴾ معطوف على ﴿فَاذْكُرُوا﴾، ولم يذكر قوله: ﴿مِّنْ عَرَفَاتٍ﴾ تقييدا، بل لمجرد بيان الواقع.
حتى لو ترك ذكره وقال: (فإذا أفضتم فاذكروا الله عند المشعر الحرام ثم أفيضوا من حيث أفاض الناس) لاستقام النظم.
_________
(١) المعنى المجازي: هو الكلمة المستعملة في غير ما وضعت له في اصطلاح التخاطب لملاحظة علاقة بين المعنى الثاني والمعنى الأول، مع وجود قرينة تمنع إرادة المعنى الأصلي.
ينظر: علوم البلاغة البيان، المعاني، البديع (١/ ٢٤٨) [لأحمد بن مصطفى المراغي ت: ١٣٧١ هـ]، بغية الإيضاح لتلخيص المفتاح في علوم البلاغة (٣/ ٤٥٩) [لعبد المتعال الصعيدي ت: ١٣٩١ هـ، الناشر: مكتبة الآداب، ط: السابعة عشر: ١٤٢٦ هـ-٢٠٠٥ م].
(٢) يقصد به: كتاب النهر الماد لأبي حيان الأندلسي الغرناطي ت: ٧٤٥ هـ، وهو كتاب اختصره من تفسيره (البحر المحيط).
(٣) ينظر: النهر الماد (٢/ ٩٨) [بهامش تفسير البحر المحيط، دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع - ط: الثانية، ١٣٩٨ هـ - ١٩٧٨ م].
(٤) تفسير الكشاف (١/ ٢٤٧).
(٥) أي قول الكشاف في ذات العبارة.
(٦) صاحب الكشف: هو عمر بن عبد الرحمن بن عمر الكناني القزويني الفارسي البهبهائي، سراج الدين، المتوفي: ٧٤٥ هـ، مات شابا عن ٣٧ أو ٣٨ عاما، له: (حاشية الكشف عن مشكلات الكشاف) في التفسير، وهي حاشية على كشاف الزمخشري. ينظر: شذرات الذهب (٨/ ٢٤٩)، طبقات المفسرين للأدنروي (١/ ٣٨٠).