أبو عبيدة: هي الهدايا المشعرة، وهو أن يطعن في سنامها، ويجلل، ويقلد، ليعلم أنها هدي (١).
والإشعار: العلامة، ومنه الحديث حين شج عمر بن الخطاب: أشعر أمير المؤمنين دمًا (٢)، كأنه أعلم بعلامة، وهي على هذا القول فعيلة، بمعنى مفعلة (٣).
قال الكميت:

ونقتلهم جيلًا فجيلًا تراهُمُ شعائر قربانٍ بهم يتقربُ (٤)
ودليل هذا التأويل قوله -عز وجل-: ﴿وَالْبُدْنَ جَعَلْنَاهَا لَكُمْ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ لَكُمْ فِيهَا خَيْرٌ﴾ (٥).
وقيل: الشعائر: المشاعر.
وقال القتيبي: شعائر الله واحدتها شعيرة، وهي كل شيء جعل
(١) "مجاز القرآن" ١/ ١٤٦، والمصنف لم ينقل نصًّا.
(٢) الأثر أخرجه عبد الرَّزاق في "المصنف" ١١/ ٤٠٢ (١٩٤٩٩)، وفيه أن عمر - رضي الله عنه -، لما رمى الجمرة أصابته حصاة، ففتحت عرقًا في رأسه، فقال أعرابي: أشعر أمير المؤمنين. وإسناده صحيح.
(٣) وهو قول الزجاج في "معاني القرآن" ٢/ ١٤٢، واختاره الزمخشري في "الكشاف" ١/ ٣٢٠.
(٤) في "مجاز القرآن" ١/ ١٤٦: بها يتقرب، وقد ذكر البيت صاحب "لسان العرب" لابن منظور (شعر) على أنَّه من إنشاء أبي عبيدة. والقرطبي في "الجامع لأحكام القرآن" ٦/ ٣٧.
(٥) الحج: ٣٦.


الصفحة التالية
Icon