فيتقلدوه، كفعل أهل الجاهلية (١).
﴿وَلَا آمِّينَ﴾ قاصدين، ﴿الْبَيْتَ الْحَرَامَ﴾ يعني: الكعبة، وقرأ الأعمش (ولا آمي البيت الحرام) (٢) بالإضافة، كقوله: ﴿غَيْرَ مُحِلِّي الصَّيْدِ﴾، ﴿يَبْتَغُونَ﴾ يطلبون، ﴿فَضْلًا مِنْ رَبِّهِمْ﴾ يعني: الرزق بالتجارة، ﴿وَرِضْوَانًا﴾ ومعناه: على زعمهم عندهم؛ لأنَّ الكافر لا نصيب له في الرضوان، وهذا كقوله: ﴿وَانْظُرْ إِلَى إِلَهِكَ﴾ (٣)، ونحوها، فلا يررضي الله عنهم حتَّى يسلموا.
وقال قتادة: هو أن يصلح معايشهم في الدُّنيا، ولا يعجل لهم العقوبة فيها (٤).
وقيل: ابتغاء الفضل للمؤمنين والمشركين عامة، وابتغاء الرضوان للمؤمنين خاصة، لأنَّ النَّاس كانوا يحجون، بين مسلم وكافر، يدل عليه قراءة حميد بن قيس (تبتغون فضلاً من ربكم) (٥)، على

(١) أخرجه الطبري في "جامع البيان" ٦/ ٥٧ عن عطاء، وعن مطرف، وقد رجح الطبري أن المراد حرمة استحلال المقلد، هديًا كان، أو إنسانًا، دون حرمة القلادة.
(٢) وهي قراءة شاذة.
انظر "معاني القرآن" للفراء ١/ ٢٩٨، "إعراب القراءات الشواذ" للعكبري ١/ ٤٢٥.
(٣) طه: ٩٧.
(٤) أخرجه الطبري في "جامع البيان" ٦/ ٦٢.
(٥) وهي قراءة شاذة.
انظر: "مختصر في شواذ القرآن" لابن خالويه (ص ٣١)، "مفاتيح الغيب" للرازي ١١/ ١٣٠، "البحر المحيط" لأبي حيان ٣/ ٤٢٠.


الصفحة التالية
Icon