واختلفوا في معناه، فقال ابن عباس، وقتادة: لا يحملنكم (١).
قال أبو عبيدة: يقال: جرمني فلان على أن صنعت كذا؛ أي: حملني (٢). قال الشاعر:

ولقد طعنت أبا عيينة طعنةً جَرَمت فزارة بعدها أن يغضبوا (٣)
المورج: لا يدعونكم (٤).
الفراء: لا يكسبنكم، ويقال: فلان جريمة أهله؛ أي: كاسبهم (٥).
قال الهذلي يصف عقابًا:
جريمة ناهض في رأس نيق ترى لعظام ما جمعت صليبا (٦)
(١) أخرجه الطبري في "جامع البيان" ٦/ ٦٣، عن ابن عباس، عن قتادة.
(٢) الذين وجدته في "مجاز القرآن" ١/ ١٤٧ له أنَّه قال: ولا يحملنكم، ولا يعدينكم ثم ذكر البيت.
(٣) قائل البيت أبو أسماء بن الضريبة، وقيل: عطية بن عفيف، وسببه أن كرزا العقيلي قتل أبا عيينة حصن بن حذيفة، فقال الشاعر ما قاله، رثاء.
وقد ذكر البيت سيبويه في "الكتاب" ١/ ٤٦٩، وأبو عبيدة في "مجاز القرآن" ١/ ١٤٧، وابن قتيبة في "تأويل مشكل القرآن" (ص ٥٥٠)، والطبري في "جامع البيان" ٦/ ٦٣.
(٤) ذكره البغوي في "معالم التنزيل" ٣/ ٩.
(٥) "معاني القرآن" ١/ ٢٩٩، وقد تصرَّف المصنف في النص.
(٦) ذكره القرطبي في "الجامع لأحكام القرآن" ٦/ ٤٥.
والنيق بكسر النون، أرفع موضع في الجبل.
انظر: "القاموس المحيط" للفيروزآبادي (نيق).
والصليب هو الودك.


الصفحة التالية
Icon