﴿وَمَا أَكَلَ السَّبُعُ﴾ غير المعلم، قرأ ابن عباس (وأكيل السبع) (١)، وقرأ ابن أبي زائدة: (وأكيلة السبع)، وقرأ الحسن، وطلحة بن سليمان (٢) (وما أكل السبع) بسكون الباء، وهي لغة، قال حسَّان بن ثابت في عتبة بن أبي لهب (٣):

من يرجع العام إلى أهله فما أكيل السبع بالراجعِ
وقال قتادة: كان أهل الجاهلية إذا قتل السبع شيئًا أو أكل منه أكلوا
(١) أخرجها عنه الطبري في "جامع البيان" ٦/ ٧٢.
وقراءته شاذة، ذكرها أبو حيان في "البحر المحيط" ٣/ ٤٣٨، ونسبها إلى عبد الله.
(٢) طلحة بن سليمان السمان.
له شواذ تروى عنه، أخذ القراءة عن فياض بن غزوان.
وأخذ عنه: إسحاق بن سليمان، وعبد الصَّمد الرازي.
انظر: "غاية النهاية" لابن الجزري ١/ ٣٤١.
وكل الأوجه التي ذكرها المصنف في الآية شاذة، لا يقرأ بها، والمقروء به هو قوله: ﴿وَمَا أَكَلَ السَّبُعُ﴾ بضم الباء.
(٣) الذي طلق بنت رسول الله - صَلَّى الله عليه وسلم -، وآذاه أذى بالغاً، فدعا عليه النَّبيّ - صَلَّى الله عليه وسلم - أن يسلط الله عليه كلباً من كتابه، فأكله الأسد، وهو في سفرة له بالشام، فقال فيه حسَّان أبياتًا، أولها:
سائل بني الأشعر إن جئتهم ما كان أنباء أبي واسع
وأبو واسع هو عتبة، ثم ذكر البيت الذي أورده المصنف، في قصيدة طويلة.
انظر: "تصحيفات المحدثين" لأبي هلال ٢/ ٧٠٨، "الذرية الطاهرة" للدولابي ١/ ٥٧، "دلائل النبوة" إسماعيل الأصبهاني ٢/ ٢٢٠.
والأبيات في "ديوان حسَّان" بعناية البرقوقي (ص ٣١٥)، ولكن البيت المراد غير موجود فيه.


الصفحة التالية
Icon