قريش بمكة، وكانت على بئر فِي جوف الكعبة، وكانت تلك البئر التي يجمع فيها ما يهدى للكعبة، وكان عند هبل قداح سبعة، كل قداح (١) منها فيه كتاب، قِدْحٌ فيه العقل (٢)، إذا اختلفوا فِي العقل من يحمله منهم، ضربوا بالقداح السبعة، فعلى من خرج العقل حمله، وقدح فيه (نعم) للأمر، إذا أرادوا يضربون به القداح، فإن خرج قدح نعم عملوا به، وقدح فيه (لا)، إذا أرادوا أمرًا ضربوا، فإن خرج قدح (لا) لم يفعلوا ذلك الأمر، وقدح فيه (منكم)، وقدح فيه ملصق، وقدح فيه (من غيركم)، وقدح فيه (المياه) إذا أرادوا أن يحفروا للماء ضربوا بالقداح، وفيها ذلك القدح فحيث ما خرج عملوا به، وكانوا إذا أرادوا أن يختنوا غلامًا، أو ينكحوا منكحًا (٣)، أو يدفنوا ميتًا، أو شكوا فِي نسب أحدهم، ذهبوا به إِلَى هبل بمائة درهم، وجزور، فأعطوها صاحب القداح الذي يضربها، ثم قربوا صاحبهم الذي يريدون به ما يريدون، فقالوا: يَا إلهنا، هذا فلان بن فلان، قد أردنا به كذا، وكذا فأخرج الحق. ثم يقولون لصاحب القداح: اضرب، فإن خرج عليه (منكم) كان وسيطًا (٤) منهم، وإن خرج عليه (من غيركم) كان حليفًا، وإن خرج عليه (ملصق) كان على منزلته فيهم، لا نسب له ولا حلف، وإن خرج فيه شيء مما سوى هذا، مما

(١) كذا بالمخطوط، والصواب (قدح) على الإفراد.
(٢) أي: الدية.
(٣) فِي (ت): امرأة.
(٤) أي: شريفا، خالص النسب.


الصفحة التالية
Icon