فبأنك أغويتني، ولأجل أنك أغويتني، ثمَّ ابتدأ فقال: لأقعدن.
وقيل (١): هو (ما) المصدر في موضع القسم تقديره: فبإغوائك إياي لأقعدن كقوله: ﴿بِمَا غَفَرَ لِي رَبِّي وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُكْرَمِينَ﴾ (٢) يعني بغفران ربّي. وقوله (٣) ﴿أَغْوَيْتَنِي﴾ أي: أضللتني عن الهدى. وقيل: أهلكتني، من قول العرب: غَوِيَ الفصيل يَغوى غَوى، وذلك إذا فقد اللبن فمات (٤). قال الشاعر (٥) (يصف قوسا) (٦):

مُعَطَّفَةُ الأنثاءِ ليسَ فصيلها بِرَزِئِها دَرًّا ولا مَيِّتٍ غَوى (٧)
حكي عن بعض قبائل العرب (٨) أنها تقول: أصبح فلان غاوياً أي: مريضاً (٩).
(١) المرجع السابق.
(٢) يس: ٢٧.
(٣) في الأصل: وقيل. وما أثبته من (ت) و (س).
(٤) انظر: "الفروق اللغوية" لأبي هلال العسكري (ص ١٧٦).
(٥) هو: مُدْرِجُ الريح.
انظر: "مجمع الأمثال" للميداني ١/ ٣٧٦، و"الشعر والشعراء" لابن قتيبة ١/ ١٥٦.
(٦) من (ت).
(٧) يعني الشاعر بمعطفة الأنثاء: القوس، وفصيلها: وسهماً رُميَ به عنها.
انظر: "تهذيب اللغة" للأزهري ٨/ ٢١٩ (غوى).
(٨) في (ت): طيء.
(٩) ذكره الطبري في "جامع البيان" ٨/ ١٣٣، ونسبه إلى طيئ.


الصفحة التالية
Icon