﴿وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ﴾ وقرأ عيسى بن عمر: العُرُف (١) بضمتين (٢)، مثل: الحُلُم، وهما لغتان، والعرف والمعروف (٣) والعارفة: كل خصلة حميدة ترتضيها العقول، وتطمئن إليها (٤) النفوس. قال الشاعر (٥):

مَنْ يَفْعَلِ الخَيْرَ لَا يُعْدَم جَوَازِيَه لَا يَذْهَبُ العُرْفُ بين اللهِ وَالنَّاس (٦)
قال عطاء: وأمر بالعرف يعني: بلا إله إلّا الله (٧). ﴿وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ﴾ أبي جهل وأصحابه، نسختها آية السيف، ويقال لما نزلت هذِه الآية (٨) قال رسول الله - ﷺ - لجبريل عليه السلام: "ما هذا؟ قال: لا أدري حتّى أسأل، ثمّ رجع فقال: يا محمد إن ربّك يأمرك أن تصل من قطعك، وتعطي من حرمك، وتعفو عمن ظلمك" (٩).
(١) من (ت).
(٢) ذكره ابن عطية في "المحرر الوجيز" ٢/ ٤٩١، والقرطبي في "الجامع لأحكام القرآن" ٧/ ٣٤٦ كلاهما عنه.
وهي قراءة شاذة. انظر: "مختصر في شواذ القرآن" لابن خَالَويْه (ص ٥٣).
(٣) في الأصل: المعروف. بدون حرف العطف، وما أثبته من (س).
(٤) في الأصل: إليه. وما أثبته من (س).
(٥) البيت للحُطَيئة، انظر: "الكامل في اللغة والأدب" للمبرّد ٢/ ٢٠٥.
(٦) من قصيدة قالها الحُطَيئة في هجاء الزبرقان وفيها بيته المشهور:
دع المكارم لا ترحل لبغيتها واقعد فإنك أنت الطاعم الكاسي.
انظر: "لباب الآداب" للثعالبي ١/ ٤١.
(٧) ذكره ابن البغوي في "معالم التنزيل" ٣/ ٣١٦ عنه.
(٨) من (ت) و (س).
(٩) الحكم على الإسناد:
ضعيف لانقطاعه، وله طرق موصولة حسنها الحافظ العراقي في "تخريج أحاديث =


الصفحة التالية
Icon