مساكين أهلُ الحُبّ حَتى قُبُورُهُم عَليها تُراب الذلّ بين المقَابر
﴿وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا﴾؛ يعني سعاتها وجباتها، الذين يتولون قبضها من أهلها، ووضعها في حقّها، ويعملون عليها، يُعطون ذلك بالسّعَاية؛ أغنياء كانوا أو فقراء (١). واختلفوا في قدر ما يُعطَون:
فقال الضحاك: يُعطَون الثُّمُن من الصدقة (٢).
وقال مجاهد: يأكل العُمَّال من السهم الثامن (٣).
وقال عبد الله بن عمرو بن العاص - رضي الله عنه -: يعطون على قدر أعمالهم (٤).
وهو قول الشافعي وأبي ثور، قالا: يعطون بقدر أجور أمثالهم، وإن كان أكثر من الثُّمنُ (٥)، يدل عليه قول عبد الرحمن بن زيد
= والبيت لم أجد من ذكره سوى القرطبي في "الجامع لأحكام القرآن" ٨/ ١٧٠.
(١) انظر "جامع البيان" للطبري ١٠/ ١٦٠، "معالم التنزيل" للبغوي ٤/ ٦٣.
(٢) أخرجه الطبري في "جامع البيان" ١٠/ ١٦٠ من طريق جويبر، عنه.. به.
(٣) أخرجه الطبري في "جامع البيان" ١٠/ ١٦١ من طريق ابن أبي نجيح، عن مجاهد، به.
(٤) في (ت) وبقية المصادر: عمالتهم.
ذكره السيوطي في "الدر المنثور" ٣/ ٤٥٣ وعزاه لأبي الشيخ. وفيه عبد الله بن عمر وهو خطأ.
وقد أخرجه الطبري في "جامع البيان" ١٠/ ١٦١ من طريق عطاء بن زهير، عن أبيه، عن عبد الله بن عمرو.. بنحوه وفيه قِصّة.
وذكره ابن عبد البر في "التمهيد" ١٧/ ٣٨٥.
(٥) انظر "الأم" للشافعي ٢/ ٧٥، "المهذب" للشيرازي ١/ ٥٦٣، وهو قول أحمد كما في "المغني" لابن قدامة ٤/ ١٠٧.


الصفحة التالية
Icon