٤ - ﴿إِلَيْهِ مَرْجِعُكُمْ﴾
معادكم ﴿جَمِيعًا﴾ نصب على الحال ﴿وَعْدَ اللَّهِ حَقًّا﴾ صدقًا لا خلف فيه، وهو نصب على المصدر؛ أي وعد وعدًا وحققه حقًا (١)، وقيل: على القطع.
وقرأ إبراهيم بن أبي عبلة (وعبد الله حقٌ) (٢) على الاستئناف.
ثم قال: ﴿إِنَّهُ يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ﴾؛ أي: يحييهم ابتداءً، ثم يميتهم ثم يحييهم، وقراءة العامة ﴿إِنَّهُ﴾ بكسر الألف على الاستئناف.
وقرأ أبو جعفر ﴿إِنَّهُ﴾ بالفتح (٣) على معنى: لأنّه أو بأنّه، يقول الشاعر (٤):

أَحَقًّا عبادَ الله أن لستُ لاقِيًا بُثَيِنَةَ أو يَلْقَى الثُّرَيا رَقِيُبها
﴿لِيَجْزِيَ﴾ ليثيب ﴿الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ بِالْقِسْطِ﴾ بالعدل.
ثم قال مبتدئًا ﴿وَالَّذِينَ كَفَرُوا لَهُمْ شَرَابٌ مِنْ حَمِيمٍ﴾ ماء حارٌّ، قد
(١) انظر "إعراب القرآن" للهمداني ٢/ ٥٣٢.
(٢) "شواذ القراءة" للكرماني (ل ١٠٦/ أ)، "البحر المحيط" لأبي حيان ٥/ ١٢٩، وجوّز الفراء في "معاني القرآن" ١/ ٤٥٧ رفعها، قال مكي في "مشكل إعراب القرآن" ١/ ٣٣٩ عقب حكاية قول الفراء: وهو حسن، ولم يقرأ به أحد!
(٣) "الكنز" (ص ١٧٠)، "المبسوط في القراءات العشر" لابن مهران (ص ١٩٨)، "غاية الاختصار" ٢/ ٥١٣، "النشر في القراءات العشر" لابن الجزري ٢/ ٢٨٢.
(٤) البيت لجميل بثينة في "ديوانه" (ص ٣٤)، "أساس البلاغة" للزمخشري (رقب) (ص ٢٤٤)، وبلا نسبة في "معاني القرآن" للفراء ١/ ٤٥٧، "تهذيب اللغة" للأزهري ٩/ ١٣٠، "لسان العرب" لابن منظور، "تاج العروس" للزبيدي (رقب).


الصفحة التالية
Icon