قال قتادة: هو دعاء الرجل على نفسه وولده وأهله وماله بما يكره أن يستجاب له (١).
قال شهر بن حوشب: قرأت في بعض الكتب أن الله تعالى يقول للملكين الموكلين: لا تكتبا على عبدي في حال ضجره شيئًا (٢).
وقراءة العامة (لقُضي إليهم أجلُهم) برفع القاف واللام على غير تسمية الفاعل، وقرأ عوف وعيسى وابن عامر ويعقوب بفتح القاف واللام (٣)، وقرأ الأعمش: (لقضينا) (٤) كذلك هو في مصحف عبد الله - رضي الله عنه -.
وقيل: إنَّها نزلت في النضر بن الحارث حين قال: ﴿اللَّهُمَّ إِنْ كَانَ هَذَا هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِنْدِكَ فَأَمْطِرْ عَلَيْنَا حِجَارَةً مِنَ السَّمَاءِ﴾ (٥) الآية (٦)، يدلّ عليه قوله -عز وجل-: ﴿فَنَذَرُ الَّذِينَ لَا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا﴾ لا يخافون البعث

(١) عزاه السيوطي في "الدرر المنتثور" ٣/ ٥٣٩ لابن جرير وابن أبي حاتم.
وهو عند الطبري في "جامع البيان" ١١/ ٩٢، وابن أبي حاتم في "تفسير القرآن العظيم" ٦/ ١٩٣٢ من طريق محمَّد بن ثور، عن معمر، عن قتادة.. به.
(٢) لم أجده مسندًا.
وذكره القرطبي في "الجامع لأحكام القرآن" ٨/ ٣١٥.
(٣) "التيسير" للداني (ص ١٢١)، "النشر في القراءات العشر" لابن الجزري ٢/ ٢٨٢، "إتحاف فضلاء البشر" للدمياطي ٢/ ١٠٥.
(٤) "مختصر في شواذ القرآن" لابن خالويه (ص ٦٠) ورسمت فيه (لقضّينا)، "البحر المحيط" لأبي حيان ٥/ ١٣٣، "الدر المصون" للسمين الحلبي ٦/ ١٥٩.
(٥) الأنفال: ٣٢.
(٦) ذكره البغوي في "معالم التنزيل" ٤/ ١٢٤، وابن عطية في "المحرر الوجيز" ٣/ ١٠٨، والقرطبي في "الجامع لأحكام القرآن" ٨/ ٣١٥، وعزاه لمقاتل وهو في "تفسيره" ٢/ ١١٢.


الصفحة التالية
Icon