وقيل معناه: وهم لا يشعرون أنك يوسف (١).
قال ابن عباس: لما دخل الإخوة على يوسف فعرفهم وهم له منكرون، دعا بالصواع فوُضِع على يده، ثم نَقَرَهُ فَطَنَّ، فقال: إنه ليخبرني هذا الجام (٢) أنَّه كان لكم أخ من أبيكم، يقال له يوسف يدنيه دونكم، وإنكم انطلقتم به فألقيتموه في غيابة الجب، ثم أتيتم أباكم، فقلتم: إن الذئب أكله، وبِعْتُموه بثمن بخس، فذلك قوله: ﴿لَتُنَبِّئَنَّهُمْ بِأَمْرِهِمْ هَذَا وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ﴾ (٣).
قال السدي: أرسل يعقوب يوسف عليهما السلام معهم، فأخرجوه وبه عليهم كرامة، فلما برزوا إلى البرية أظهروا له العداوة، وجعل أخوه يضربه، فيستغيث بالآخر فيضربه، فجعل لا يرى منهم رحيمًا (٤)، فضربوه حتَّى كادوا يقتلونه، فجعل يصيح ويقول (٥): يا ابتاه! يا يعقوب! لو تعلم ما يَصْنَعُ بابنك بنو الإماء،

= وقاله قتادة أيضًا أخرجه عنه عبد الرزاق في "تفسير القرآن العظيم" ٢/ ٣١٨، والطبري في "جامع البيان" ١٥/ ٥٧٦، وابن أبي حاتم في "تفسير القرآن العظيم" ٧/ ٢١٠٩، وابن المنذر وأبو الشيخ كما في "الدر المنثور" للسيوطي ٤/ ١٤.
(١) أي: لا يشعرون أنك يوسف حين تخبرهم بفعلهم هذا.
(٢) الجام: إناء من فضة، وهو لفظ عربي صحيح. انظر: "المحكم" لابن سيده ٧/ ٣٩٦.
(٣) أخرجه الطبري في "جامع البيان" ١٥/ ٥٧٦، وابن أبي حاتم في "تفسير القرآن العظيم" كما في "الدر المنثور" للسيوطي ٤/ ١٥. وضعفه أحمد شاكر في تعليقه على الطبري في "جامع البيان" ١٥/ ٥٧٧.
(٤) في (ك): رحمًا.
(٥) ساقطة من (ك).


الصفحة التالية
Icon