١٦ - ﴿وَجَاءُوا أَبَاهُمْ عِشَاءً يَبْكُونَ﴾
ليكونوا أجرأ في الظلمة على الاعتذار وترويج ما مكروا (١). فقد قيل: لا تطلب الحاجة بالليل؛ فإن الحياء في العينين، ولا تعتذر بالنهار من ذنب؛ فتلجلج في الاعتذار فلا تقدر على إتمامه (٢).
وقيل: أَخَّروا المجيء إلى وقت العشاء الآخرة؛ ليدلسوا على أبيهم.
قال السدي: فلما سمع أصواتهم فزع، وقال: ما لكم يا بني، هل أصابكم في غنمكم شيء؟ قالوا لا. قال: فما أصابكم، وأين يوسف؟ (٣)
١٧ - ﴿قَالُوا يَاأَبَانَا إِنَّا ذَهَبْنَا نَسْتَبِقُ﴾
أي: نترامى (٤).

(١) نسبه في "زاد المسير" لابن الجوزي ٤/ ١٩١: إلى المفسرين، وانظر: "البسيط" للواحدي (١٠٥ أ)، "معالم التنزيل" للبغوي ٤/ ٢٢٢، "الجامع لأحكام القرآن" للقرطبي ٩/ ١٤٤.
(٢) انظر: "الجامع لأحكام القرآن" للقرطبي ٦/ ١٤٤.
(٣) أخرجه الطبري في "جامع البيان" ١٥/ ٥٧٨، وابن أبي حاتم في "تفسير القرآن العظيم" ٧/ ٢١١٠.
(٤) قاله ابن عباس، كما في "زاد المسير" لابن الجوزي ٤/ ١٩١، وعزاه في "البسيط" للواحدي لأكثر المفسرين (١٠٦ أ)، وانظر: "تفسير ابن حبيب" (١١٧ أ).
وهو اختيار الطبري والزجاج والنحاس والواحدي. انظر: "جامع البيان" للطبري ١٥/ ٥٧٧، "معاني القرآن" للزجاج ٣/ ٢٩٥، "معاني القرآن" للنحاس ٣/ ٤٠٣، =


الصفحة التالية
Icon