﴿أَإِذَا كُنَّا تُرَابًا﴾ بعد الموت ﴿أَإِنَّا لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ﴾ نعاد خلقًا جديدًا كما كنا قبل الموت، قال الله تعالى ﴿أُولَئِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ وَأُولَئِكَ الْأَغْلَالُ فِي أَعْنَاقِهِمْ﴾ يوم القيامة (١) ﴿وَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ﴾.
٦ - ﴿وَيَسْتَعْجِلُونَكَ﴾
يعني: مشركي مكة (٢) ﴿بِالسَّيِّئَةِ﴾ بالبلاء والعقوبة (٣) ﴿قَبْلَ الْحَسَنَةِ﴾ الرخاء والعافية (٤).
وذلك أنهم سألوا رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: أن يأتيهم بالعذاب استهزاءً منهم بذلك (٥). وقالوا: ﴿اللَّهُمَّ إِنْ كَانَ هَذَا هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِنْدِكَ فَأَمْطِرْ عَلَيْنَا حِجَارَةً مِنَ السَّمَاءِ أَوِ ائْتِنَا بِعَذَابٍ أَلِيمٍ﴾ (٦).

(١) انظر: "معاني القرآن" للزجاج ٣/ ١٣٩، "زاد المسير" لابن الجوزي ٤/ ٣٠٤.
(٢) قاله قتادة، أخرجه عنه الطبري في "جامع البيان" ٦/ ٣٥٣، وابن أبي حاتم في "تفسير القرآن العظيم" ٧/ ٢٢٢٣ وهو قول ابن عباس كما في "زاد المسير" لابن الجوزي ٤/ ٣٠٥.
وقال مقاتل: إنها نزلت في النضر بن الحارث حين قال: اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك. انظر: "تفسيره" (١٥٨ ب)، "زاد المسير" لابن الجوزي ٤/ ٣٠٥.
(٣) قاله قتادة أخرجه عنه عبد الرزاق في "تفسير القرآن" ٢/ ٣٣١، وابن أبي حاتم في "تفسير القرآن العظيم" ٧/ ٢٢٢٣، وينظر "معاني القرآن" للنحاس ٣/ ٤٧٢.
(٤) قاله قتادة، أخرجه عنه الطبري في "جامع البيان" ١٦/ ٣٥١.
(٥) قاله قتادة، أخرجه عنه الطبري في "جامع البيان" ١٦/ ٣٥١، وابن أبي حاتم في "تفسير القرآن العظيم" ٧/ ٢٢٢٣.
(٦) الأنفال: ٣٢.


الصفحة التالية
Icon