تَخَيَّر أَبيْت اللَّعْن إنْ شِئْتَ وُدَّنَا وإنْ شِئْتَ حَرْبًا ذَاتَ بأسٍ مُصَدقِ
وإنْ شِئْتَ فِتْيَانًا بَكَفي آمرهم يَكُبُّونَ كبْشَ العَارِضِ المُتَألِقِ
فلما أصبح ضم عليه سلاحه، وقد تغيَّر لونه، وهو يقول:
لَعَمْري وما عَمْري عليَّ بِهَيْنٍ لَقَد شَانَ حُرَّ الوَجْهِ طَعْنَةُ مُسْهرِ
وقد عَلِمَ المَزْنُوق أنّي أَكُرُّهُ على جمعهم كرَّ المنيح المُشهر
إذا ازْوَر مِنْ وَقَعِ السِّنَانِ زَجَرْتُهُ وأخْبَرتُه أنّي امرؤٌ غَيْرُ مُقْصر (١)
وأَخْبَرْتُه أنّ الفِرَارَ خِزَايَةٌ على المَرء مَا لَم يَبلُ عُذْرًا فيُعْذَر
لقد عَلِمتْ عُلْيا هَوازِنَ أَنَّنِي أنا الفَارِسُ الحَامي حَقِيْقَة جَعْفَرِ (٢)
فجعل يركض في الصحراء، ويقول: ابرز يا ملك الموت! ثم أنشأ
(١) البيت في "ديوانه":
إذا أزْوَرَّ مِنْ وَقْعِ الرِّمَاح زَجَرْتُهُ وقُلْتُ لَهُ ارْجِعْ مُقْبِلًا غَيْرَ مُدْبِر
(٢) جعفر هو: أحد أجداد الطفيل، وهوازن هي القبيلة التي تنتسب إليها بنو عامر، الذين منهم الشاعر.
انظر: "نشوة الطرب" لابن سعيد ٢/ ٥٠٠.


الصفحة التالية
Icon