يقول: واللات والعزى لئن أصحر إليّ محمد وصاحبه يعني: مَلَك الموت، لأنفذّنهما برمحي!
فلما رأى الله تعالى ذلك أرسل مَلَكًا فلطمه بجناحيه فأزراه التراب، وخرجت على ركبته غدةٌ في الوقت عظيمةٌ فعاد إلى بيت السّلُوليّة وهو يقول: غُدةٌ كغدة البعير وموت في بيت السلولية!
ثم دعا بفرسه فركبه، ثم أجراه حتى مات على ظهره، فأجاب الله تعالى دعاء رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وقتل عامر بالطعن وأربد بالصاعقة.
فرثى لبيد بن ربيعة أخاه أربد بجملة من المراثي منها هذِه الأبيات (١):

قَضّ اللُّبانةَ لا أَبَالَك فاذهبِ والحَقْ بأُسْرتِكَ الكِرَامِ الغُيَّبِ
ذَهَبَ الذين يُعاشُ في أَكْنَافِهِمْ فَبَقيتُ في خَلَفٍ كَجِلْدِ الأجْرَبِ
يَتَلَذذُونَ مَلاذةً ومَجَانَةً ويُعَابُ قائِلُهُم وإنْ لم يَشْغَبِ (٢)
(١) الأبيات في "ديوانه" (٣٤ - ٣٧)، على اختلاف في سياق الأبيات.
والشاعر يقول: اقض حاجتك من الدنيا والحق بآبائك الكرام. وكأنه سئم من الدنيا وسبب ذلك السَّأَمِ أولئك الأقوام الذين هو فيهم ممن لا ينفعون ولا قيمة لهم، كجلد الجمل الأجرب، يتلذذون بالمودة الكاذبة والمجون، ويعيبون من لم يجر عن القصد والاعتدال.
(٢) وفي الديوان: يتأكلون فعالة وخيانة.


الصفحة التالية
Icon