يعني: يخبرون (١) الله ﴿بِمَا لَا يَعْلَمُ فِي الْأَرْضِ﴾ فإنه لا يعلم لنفسه شريكًا ولا في الأرض إلهًا غيره ﴿أَمْ بِظَاهِرٍ مِنَ الْقَوْلِ﴾ هو مسموع وهو في الحقيقة باطل، لا أصل له، ولا حاصل.
[١٥٨٥] وكان أستاذنا أبو القاسم الحبيبي رحمه الله يقول: معنى الآية عندي: قل لهم أتنبئون الله بباطن لا يعلمه. أم بظاهر يعلمه فإن قالوا: بباطن لا يعلمه أحالوا، وإن قالوا: بظاهر يعلمه. قل لهم: سموهم! بينوا من هم فإن الله لا يعلم لنفسه شريكًا (٢).
ثم قال: ﴿بَلْ زُيِّنَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا مَكْرُهُمْ﴾ كيدهم.
قال مجاهد (٣): قولهم، يعني: شركهم وكفرهم وكذبهم على الله سبحانه وتعالى.

= أمرهم بالتسمية الإنكار عليهم أنه ليس للأصنام أسماء الخالقين ولا صفاتهم.
وينظر "بحر العلوم" للسمرقندي ٢/ ١٩٥، "النكت والعيون" للماوردي ٣/ ١١٤.
(١) في (ك): أتخبرون.
(٢) [١٥٨٥] الحكم على الإسناد:
أبو القاسم تكلم فيه الحاكم.
التخريج:
انظر: "تفسيره" (١٣٥ أ).
والقول نقله الفراء في "معاني القرآن" ٢/ ٦٥، والطبري في "جامع البيان" ١٦/ ٤٦٦ ثم ذكر معناه عن قتادة والضحاك وغيرهما. وانظر: "الدر المنثور" للسيوطي ٤/ ١٢٠.
(٣) أخرجه الطبري في "جامع البيان" ١٦/ ٤٦٧، وابن أبي شيبة وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ كما في "الدر المنثور" للسيوطي ٤/ ١٢٠.
ونحوه قاله ابن عباس، انظر: "البسيط" للواحدي (١٨٢ ب)، "زاد المسير" لابن الجوزي ٤/ ٣٣٣.


الصفحة التالية
Icon