"إن شجرة من الشجر (١) لا تطرح ورقها وهي مثل المؤمن فأخبروني ما هي؟ " قال فوقع الناس في شجر البوادي، ووقع في نفسي أنها النخلة فأردت أن أقول: هي النخلة ثم نظرت (فإذا أنا أصغر القوم) (٢) فاستحييت وسكتُّ فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "هي النخلة"، فذكرت ذلك لأبي فقال: يا بُني لو كنت قلتها لكانت أحب إلى من حمر النعم (٣)، ولأنها من فضلة تربة آدم -عليه السلام-.
يروى أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "اكرموا عمتكم" فقيل يا رسول الله ومن عمتنا؟ قال: "النخلة"، (وذلك أن الله لما خلق آدم -عليه السلام- فضلت طينة فخلق منها النخلة) (٤) قال الله -عز وجل-: ﴿وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ﴾.

(١) في الأصل: الأشجار.
(٢) في (م): فإذا أصغر القوم أنا.
(٣) أصل حديث ابن عمر -رضي الله عنهم- متفق عليه، أخرجه البخاري في كتاب العلم، باب قول المحدث حدثنا أو أخبرنا أو أنبأنا (٦١) وباب طرح الإمام المسألة على أصحابه ليختبر ما عندهم من العلم (٦٢)، وفيهما: أن من الشجر شجرة لا يسقط ورقها وإنها مثل المسلم، وفي "التفسير" عنده بلفظ: أخبروني بشجرة تشبه، أو كالرجل المسلم لا يتحات ورقها. وعند الطبري في تفسيره بلفظ: إن شجرة من الشجر لا يطرح ورقها مثل المؤمن... الحديث باختصار، "جامع البيان" ١٣/ ٢٠٦ فالمؤلف ذكره بالمعنى فجمع ألفاظ الروايات العديدة.
(٤) سقط من (م) وهذا الحديث رواه أبو يعلى في "مسنده" برواية مسرور بن سعيد التميمي، عن الأوزاعي، عن عروة بن رويم، عن علي -رضي الله عنه- مرفوعاً بلفظ: "أكرموا عمتكم النخلة، فإنها خلقت من الطين الذي خلق منه آدم، وليس من الشجر يلقح غيرها، وأطعموا أبناءكم الرطب، فالتمر، وهي الشجرة التي نزلت =


الصفحة التالية
Icon