يحقق الله إيمانهم وأعمالهم ﴿بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ﴾ وهو (١) شهادة أن لا إله إلا الله ﴿فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ﴾ يعني في القبور (٢) وقيل: في الحياة الدنيا يعني في القبر عند السؤال ﴿وَفِي الْآخِرَةِ﴾ إذا بعث، قال مقاتل: وذلك أن المؤمن إذا مات بعث الله ملكاً يقال له: دومان فيدخل قبره فيقول له: إنه يأتيك الآن ملكان أسودان فيسألانك من ربك؟ ومن نبيك؟ وما دينك؟ فأجبهما بما كنت عليه في حياتك، ثم يخرج فيدخل الملكان وهما: منكر ونكير، أسودان، أزرقان، فظان، غليظان، أعينهما كالبرق الخاطف وأصواتهما (كالريح العاصف) (٣) معهما مرزبة، فيقعدانه ويسألانه، ولا يشعران بدخول دومان، فيقول: (ربي الله) (٤) ونبي محمد، وديني الإسلام، فيقولان له: عشت سعيداً ومت شهيداً، ثم يقولان: اللهم أرضه كما أرضاك، ويفتح له باب من الجنة فتأتيه (٥) منها التحف، فإذا انصرفا عنه قالا له: ثم نومة العروس، فهذا هو التثبيت (٦) {وَيُضِلُّ اللَّهُ

(١) في الأصل وفي (م): هي.
(٢) في (م): القبر.
(٣) في (م): كالرعد العاصف، وفي الأصل كالريح القاصف.
(٤) في (م): الله ربي.
(٥) في الأصل: تأتي.
(٦) العجب من المؤلف كيف أهمل الأحاديث المرفوعة المعروفة في الصحيحين وغيرهما، واختار هذا الأثر المقطوع؟ وفي حديث البراء الذي رواه عنه أبو داود في كتاب السنة، باب المسألة في القبر وعذاب القبر (٤٧٥٣)، والإمام أحمد في "المسند" ٤/ ٢٨٧ (١٨٥٣٤) مرفوعاً أصح وأجمع سياقاً من هذا المقطوع الذي =


الصفحة التالية
Icon