﴿الظَّالِمِينَ﴾ يعني (١): لا يلقنهم وذلك أن الكافر إذا دخل عليه الملكان قالا له: من ربك؟ وما دينك؟ ومن نبيك؟ قال: لا أدري، قالا له: لا دريت ولا تليت، عشت عصيًّا، ومت شقيًّا، ثم يقولان له: ثم نومة المنهوس (٢) ويفتح له في قبره باب (٣) من جهنم ويضربانه ضربة بتلك المرزبة فيشهق شهقة يسمعها كل حيوان إلا الثقلان ويلعنه كل من يسمع (٤) صوته فذلك قوله تعالى ﴿وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ﴾.
وروى البراء بن عازب رضي الله عنه أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ذكر قبض روح المؤمن قال: "فتعاد روحه في جسده ويأتيه ملكان فيجلسانه في قبره ويقولان له: من ربك، وما دينك، ومن نبيك؟ (فيقول: ربي الله وديني الإسلام، ونبيي محمد، فينتهرانه ويقولان الثانية: من ربك؟ وما دينك، ومن نبيك؟ ) (٥) وهي آخر فتنة تعرض على المؤمن فيثبته الله

= خلط فيه ذكر الدُّومان، وليس له ذكر في الأحاديث الصحاح والحسان غير حديث ثمرة بن حبيب، عن أبيه مرفوعاً: "فتانو القبر أربعة: منكر ونكير وناكور وسيدهم دومان" وبلفظ: ""فتان القبر ثلاثة: أنكر وناكر وسيدهم دومان" ذكره ابن الجوزي في "الموضوعات" ٣/ ٥٤٦ (١٧٧٥)، والسيوطي في "اللآلئ المصنوعة" ٢/ ٤٣٦ وغيرهما، وقد نقله الحافظ ابن حجر عن ابن الجوزي. انظر "فتح الباري" ٣/ ٢٣٧، باب ما جاء في عذاب القبر.
(١) في (ز): أعني.
(٢) أي: تنهسه الحيات والعقارب.
(٣) في (م): نار.
(٤) في (م): سمع.
(٥) سقط من (ز).


الصفحة التالية
Icon