صدقوهم بما جاءوهم به من كذبهم (١)، قال ابن عباس رضي الله عنهما إنما (٢) كانت الشياطين لا يحجبون عن السماوات فكانوا يدخلونها ويأتون بأخبارها فيلقون على الكهنة، فلما ولد عيسى عليه السلام منعوا من ثلاث سماوات، فلما ولد محمَّد - ﷺ - منعوا من السماوات أجمع، فما منهم من أحد يريد استراق السمع إلا رمي بشهاب، فلما منعوا من تلك المقاعد ذكروا ذلك لإبليس لعنه الله فقال: لقد حدث في الأرض حدث: قال فبعثهم فوجدوا رسول الله - ﷺ - يتلوا القرآن فقالوا: هذا والله حدث (٣)

(١) أسند الطبري هذا الأثر إلى ابن عباس رضي الله عنهما في "جامع البيان" ١٤/ ١٤. وذكره القرطبي عن ابن عباس رضي الله عنهما كما ذكر المصنف. "الجامع لأحكام القرآن" ١٠/ ١١.
(٢) ساقطة من (م).
(٣) كما روى ابن عباس قال: انطلق رسول الله - ﷺ - في طائفة من أصحابه عامدين إلى سوق عكاظ وقد حيل بين الشياطين وبين خبر السماء وأرسلت عليهم الشهب فرجعت الشياطين، فقالوا حيل بيننا وبين خبر السماء وأرسلت علينا الشهب، قال ما حال بينكم وبين خبر السماء إلا ما حدث فاضربوا مشارق الأرض ومغاربها فانظروا ما هذا الأمر الذي حدث؟ فانطلقوا فضربوا مشارق الأرض ومغاربها ينظرون ما هذا الأمر الذي حال بينهم وبين خبر السماء؟ قال: فانطق الذين توجهوا نحو التهامه إلى رسول الله - ﷺ - بنخلة وهو عامد إلى سوق عكاظ وهو يصلي بأصحابه صلاة الفجر، فلما سمعوا القرآن تسمعوا له، فقالوا: هذا الذي حال بيننا وبين خبر السماء، فهنالك رجعوا إلى قومهم فقالوا: ﴿فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا (١) يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآمَنَّا بِهِ وَلَنْ نُشْرِكَ بِرَبِّنَا أَحَدًا (٢)﴾ وأنزل الله عز وجل على نبيه - ﷺ - ﴿قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنَ الْجِنِّ﴾ وإنما أوحى إليه قول الجن، أخرجه =


الصفحة التالية
Icon