(وإنهم (١) ليرمون) فإذا توارى النجم عنكم فقد أدركه (٢) لا يخطئ أبدًا ولكن لا يقتله بل يحرق وجهه أو جنبه أو يده، ومنهم من يخبله (٣) فيصير غولًا يضل الناس في البوادي.
وقال يعقوب بن عتبة بن المغيرة بن الأخنس بن شريق (٤): إن أول من فزع للرمي بالنجوم هذا الحي من ثقيف، وإنهم جاءوا إلى رجل يقال له: عمرو بن أمية، أحد بني علاج وكان أدهى العرب (٥)، أفكرها رأيًا فقالوا له (٦): ألم تر ما حدث في السماء من القذف بهذِه النجوم؟ قال: بلى، فانظروا، فإن كانت معالم النجوم التي يهتدى بها في البر والبحر ويعرف بها الأنواء (٧) من الصيف والشتاء

= البخاري في كتاب التفسير، سورة الجن (٤٩٢١)، مسلم في كتاب الصلاة، باب الجهر بالقراءة في الصبح والقراءة على الجن (٤٤٩).
(١) في الأصل: وإنكم لترمون.
(٢) في (م): أدركته.
(٣) قال الفيروزآبادي في مادة (خبل) الخبل:
فساد الأعضاء، والفالج -ويحرك فيهم- وقطع الأيدي وفساد في القوائم، والجنون وخبله الحزن واختبله جننه وأفسد عضوه أو عقله. "القاموس المحيط" (ص ١٢٨٠).
(٤) الثقفي، أحد العلماء بالسيرة، وكان ذا علم وورع، ينظر في أمر الصدقات. مات سنة ١٢٨ هـ، قال ابن حجر: ثقة، "السير" للذهبي ١١/ ١٥٥، "التقريب" لابن حجر (٧٨٢٥).
(٥) "معالم التنزيل" للبغوي ٤/ ٣٧٣ وفيه: أهدى.
(٦) من (ز).
(٧) (الأنواء) و (النوآن) جمع واحدها: النوء، وهو: النجم إذ مال للمغيب، وقيل النوء سقوط نجم من المنازل في المغرب مع الفجر وطلوع رقيبه، وهو نجم آخر =


الصفحة التالية
Icon