المؤلفة فتؤلف السحاب ثم يبعث الله اللواقح فتلقح الشجر، ثم تلا ﴿وَأَرْسَلْنَا الرِّيَاحَ لَوَاقِحَ﴾ وروى أبو بكر بن عياش (١) رحمه الله: لا تقطر قطرة من السماء (٢) إلا بعد أن تعمل فيه الرياح الأربع فالصبا تهيجه والدبور تلقحه والجنوب تدره والشمال تفرقه.
وروى (أبو المهزم، عن) (٣) أبي هريرة رضي الله عنه قال سمعت رسول الله - ﷺ - يقول: "الريح الجنوب من الجنّة، وهي الريح اللواقح التي ذكر الله في كتابه وفيها منافع للناس" (٤)، ﴿فَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَسْقَيْنَاكُمُوه﴾ (أي: جعلنا لكم المطر) (٥) سقيًا، ولو أراد أنزلناه لتشربوه لقال: فسقيناكموه وذلك أن العرب تقول: سقيت الرجل ماء ولبنًا وغيرهما ليشربه إذا كان لسقيه (٦)، فإذا جعلوا له ماء لتشرب أرضه وماشيته قالوا أسْقيته (٧)، وكذلك إذا وهبت الرجل

(١) أبو بكر بن عياش بن سالم الأسدي الكوفي، المقرئ، أخرج له الجماعة.
(٢) في (ز)، (م): السحاب.
(٣) ساقطة من الأصل.
(٤) أسند الطبري هذا الحديث في "جامع البيان" ١٤/ ٢٢.
(٥) في (ز): جعلنا المطر لكم، وما بين القوسين سقط من (م).
(٦) في الأصل: لسقيته، "جامع البيان" للطبري ١٤/ ٢٢، "معالم التنزيل" للبغوي ٤/ ٣٧٦.
(٧) وقال الله تعالى ﴿إِنَّهَا بَقَرَةٌ لَا ذَلُولٌ تُثِيرُ الْأَرْضَ وَلَا تَسْقِي الْحَرْثَ﴾ [البقرة: ٧١] وقال سبحانه ﴿وَلَمَّا وَرَدَ مَاءَ مَدْيَنَ وَجَدَ عَلَيْهِ أُمَّةً مِنَ النَّاسِ يَسْقُونَ وَوَجَدَ مِنْ دُونِهِمُ امْرَأَتَيْنِ تَذُودَانِ قَالَ مَا خَطْبُكُمَا قَالَتَا لَا نَسْقِي حَتَّى يُصْدِرَ الرِّعَاءُ وَأَبُونَا شَيْخٌ كَبِيرٌ (٢٣) فَسَقَى لَهُمَا﴾ [القصص: ٢٣، ٢٤] ففي هذِه الآيات وردت تصريفات -سقى =


الصفحة التالية
Icon