وقال آخرون: إنما سمي إنسانًا لظهوره (١) وإدراك البصر إياه، وإليه ذهب نحاة البصرة وقالوا (٢) هو على (٣) وزن فعلان، فزيدت الياء في التصغير كما زيدت في تصغير رجل فيقال: رويجل، وليلة فقيل: لييلة ﴿مِنْ صَلْصَالٍ﴾ وهو الطين اليابس، إذا نقرته سمعت له صلصلة، أي: صوتًا من يبسه قبل أن تمسه النار، فإذا أصابته النار فهو فخار، هذا قول أكثر المفسرين (٤) وروى أبو صالح عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: هو الطين الحي (٥) الحر الطيب إذا نضب عنه (٦) الماء تشقق، وإذا حرك تقعقع (٧).

= وقيل: سمي إنسانًا لأنسه بحواء، وقيل لأنسه بربه، فالهمزة أصلية، قال الشاعر:
وما سمي الإنسان إلا لأنسه ولا القلب إلا أنَّه يتلقب
"الجامع لأحكام القرآن" للقرطبي ١/ ١٩٣، وقد فصل الكلام فيه السمين الحلبي في "عمدة الحفاظ" ١/ ١٣٠، باب الهمزة، ٤/ ١٧٤ - ١٧٥ باب النون، وابن منظور في "لسان العرب" ٦/ ١٠ - ١١ (أنس).
(١) قال ابن منظور: وقيل للإنس إنس لأنهم يؤنسون، أي: يبصرون كما قيل للجن جن؛ لأنهم لا يؤنسون، أي: لا يبصرون. وذكر عن محمد بن عرفة الواسطي نحوه. "لسان العرب" ٦/ ١٦.
(٢) في الأصل: قال.
(٣) سقط من الأصل.
(٤) حكاه أبو جعفر النحاس عن أبي عبيدة في "معاني القرآن" ٤/ ٢٣، وذكر الطبري نحوه في "جامع البيان" ١٤/ ٢٧.
(٥) زيادة من الأصل لم توجد في بقية النسخ، ولا في "معالم التنزيل" للبغوي ٤/ ٣٧٨.
(٦) في (م): عليه.
(٧) هذا الأثر ذكره البغوي فيما سبق عن ابن عباس رضي الله عنهما معلقًا وأسنده إليه =


الصفحة التالية
Icon