جاوزتها قلت: يا جبريل، من هذا الذي ناداني عن يميني؟ قال: داعية اليهود، والذي نفسي بيده لو أجبته لتهودت أمتك من بعدك، والذي ناداك عن شمالك (١) داعية النصارى، والذي نفسي بيده لو أجبته لتنصرت أمتك من بعدك، وأما التي رفعت إليك (٢) بهجتها وزينتها فهي الدنيا ولو لويت إليها (٣) لاختارت أمتك الدنيا على الآخرة، ثم أتيت بإناءين أحدهما لبن والآخر خمر فقيل لي: اشرب أيها شئت، فأخذت اللبن فشربته فقال جبريل -عليه السلام-: أصبت الفطرة أنت وأمتك (٤)، أما لو أخذت الخمر لغوت أمتك من بعدك، قال: ثم سار رسول الله - ﷺ - وسار (٥) معه جبريل -عليه السلام- فأتى على قوم يزرعون ويحصدون في يوم واحد كلما حصدوا عاد كما كان، فقال النبي - ﷺ - لجبريل -عليه السلام-: من هؤلاء؟ قال: هؤلاء المجاهدون في سبيل الله تضاعف لهم الحسنة بسبعمائة ضعف ﴿وَمَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ﴾ (٦) ثم أتى على قوم ترضخ رؤوسهم بالصخرة

(١) في (ز): يسارك.
(٢) في (ز): لك.
(٣) في (ز): عليها.
(٤) هذِه الزيادة لم أجدها عند أحد في المراجع الميسرة.
(٥) زيادة من (ز) وعند الطبري في "جامع البيان" ١٥/ ٧.
(٦) سبأ: ٣٩، عند الطبري -في المرجع السابق- أنفقوا من طريق علي بن سهل قال: حدثنا حجاج قال: أخبرنا أبو جعفر الرازي عن الربيع بن أنس، عن أبي العالية الرياحي، عن أبي هريرة -أو غيره- شك أبو جعفر في قول الله ﴿سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ﴾ الآية قال جاء جبريل.. الحديث بسياق يوافقه سياق المصنف في مواضع ويختلف في مواضع.


الصفحة التالية
Icon