روحه، حلقت (عليه، فـ) (١) قلت: يَا ملك الموت، سبحان الله، كيف تقدر على قبض أرواح جميع أهل الأرض وأنت فِي مكانك هذا لا تبرح؟ قال: ألا ترى أن الدنيا كلها بين ركبتي، وجميع الخلائق بين عيني، ويداي تبلغان المشرق والمغرب وخلفهما، فإذا نفد أَجل عبد من عباد الله نظرت إليه وإلى أعواني، فإذانظر (إِلَي أعواني من الملائكة أني) (٢) نظرت إليه عرفوا أنَّه مقبوض فعمدوا إليه يعالجون نزع (٣) روحه، فإذا بلغ الروح الحلقوم علمت ذلك ولا يخفى علي شيء من أمري فمددت إليه يدي فقبضته فلا يلي قبضه غيري، فذلك أمري وأمر ذي الأرواح من عباد الله، قال: فكاني حديثه وأنا عنده.
ثم جاوزنا فمررت (٤) بملك آخر فما رأيت من الملائكة خلقًا مثله، عابس كالح الوجه كريه المنظر شديد البطش ظاهر الغضب، فلما نظرت إليه رعبت منه جدًّا، فقلت: يَا جبريل من هذا؟ فإنِّي رعبت منه رعبًا شديدًا، قال: فلا تعجب أن ترعب منه، كلنا بمنزلتك فِي الرعب منه، هذا مالك خازن النَّار (٥) لم يبتسم قط ولم يزل منذ ولاه الله تعالى جهنم يزداد كل يوم غضبًا وغيظًا على أعداء الله عز وجل وأهل معصيته لينتقم منهم، قلت: ادنني منه، فأدناني منه فسلم عليه

(١) فِي (ز): عليها، والفاء ساقطة منها.
(٢) فِي (ز): أعواني من الملائكة إِلي.
(٣) ساقطة من (ز).
(٤) فِي (ز): فمررنا.
(٥) فِي (ز): جهنم.


الصفحة التالية
Icon