جبريل عليه السلام فلم يرفع رأسه فقال جبريل عليه السلام: يَا مالك، هذا محمَّد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- رسول العرب، فنظر إِلَي وحياني وبشرني بالخير (١)، فقلت: منذ كم وأنت واقد على جهنم؟ فقال: منذ خلقت حتَّى الآن، وكذلك حتَّى تقوم (٢) الساعة، فقلت: يَا جبريل، مره فليرني طبقًا (٣) من النَّار، قال: فأمره ففعل فخرج منه لهب ساطع أسود معه دخان كدر مظلم امتلأ منه الآفاق فرأيت (هولًا عظيمًا وأمرًا فظيعًا) (٤) أعجز عن وصفه (٥) لكم فغشي علي (وكادت تذهب) (٦) نفسي، فضمني جبريل عليه السلام إليه وأمره أن يرد النَّار فردها فجاوزنا (٧)، فمررنا بملائكة كثيرة لا يحصي عددهم (٨) إلَّا الله عز وجل، الملك الواحد منهم له وجوه بين كتفيه ووجوه فِي صدره، فِي كل وجه أفواه وألسن فهو يحمد الله تعالى ويمجده (٩) ويسبحه بتلك الألسن، ورأيت من (أجسادهم و) (١٠) خلقهم وعباداتهم أمرًا عظيمًا.

(١) فِي (ز): بالجنة.
(٢) فِي (أ): يوم.
(٣) فِي (ز): طريقًا.
(٤) فِي (أ): أمرًا هائلًا فظيعًا عظيمًا.
(٥) فِي (ز): صفته.
(٦) فِي (ز): وكاد يُذهب.
(٧) فِي (ز): فجاوزناها.
(٨) فِي (ز): عدّهم.
(٩) سقط من (ز).
(١٠) فِي (ز): أجسامهم ومن.


الصفحة التالية
Icon